عندما يلتفت الشاعر العربي إلى الوراء فأنه يجد وراءه تراثا ضخما من أروع ما قالته الأمم من شعر .. وهذا التراث الضخم هو المسند الفكري والفني العظيم للشاعر في خطواته نحو الإضافة والتجديد ..
أما كاتب القصة فلا يجد غير الحكايات الشعبية المتداولة مثل ( ألف ليلة وليلة ) وفن المقامة وكلها بعيدة عن القصة بمفهومها الحديث .. ولهذا فأن القاص العربي يملك مسؤولية مجهدة من اجل ترسيخ القصة كلون أدبي له أبعاده ومعالمه العربي الحديث ..
أن القصة بشكل خاص بين كل الأنواع الأدبية الأخرى , إذ حلت لدى الشعوب الحديثة محل الملحمة القديمة أو السيـَر الشعبية ووقفت موقفا وسطا بينها وبين التأريخ لأحداث المجتمع وحركته .. فأنها تقدم وسيلة إبداعية فذة لاستحضار إجماع الثقافة الروحية لشعب معين ونقدها بكل ما تحمله تلك الثقافة من مؤشرات التأريخ …
أن إنسان العصر الحديث قد ورث حياة مثقلة بالأحزان والهموم .. بالحب والعطف .. بالمسؤولية واللامبالاة في آن واحد .. وحضارتنا حضارة معقدة لا يسهل على المرء أن يحيا في كنفها دون أن يضع قدمه على نقطة ارتكاز ليحدد مكانه ويكتشف ذاته وذوات الآخرين ..
فالإنسان المعاصر مشدود إلى ماضيه وهو في تطلعه إلى القمة مرتبط أبدا بالسفح وهو في نضاله الطويل يشـدّه المصير المجهول .. ومع كل التناقض الموجود في العالم لابد من النضال والبحث فالطريق طويلة وشاقة والإنسانية ما زالت تسير بالرغم من كل شيء.. الحرب .. الجلادون .. الضعفاء .. عشاق الدعارة في الليل .. الشحاذون .. وربما يصدمنا الواقع بمرارته لكنه واقعنا على أية حال ولابد من العيش فيه رغم القسوة والمرارة .. حيث يقول الناقد الأمريكي المعاصر ” ألبرت كول ” :
( نحن نريد من القصة بادئ ذي بدء أن توضح واقعا كان خافيا علينا وهو ليس كواقع قصيدة يتشكل من إيقاعات وتماثلات وليس طقسا من طقوس الدراما أو واقع عواطف مجردة ,ولكنه نسيج لمعنى خفي نراه في حياتنا اليومية , وان علاقة القاص الخاصة بالواقع تلزمه بأن يسجل وان يتحرى الصدق في تسجيله ) ..
ابرز الاتجاهات على القصة العراقية هو الاتجاه الواقعي لأنها تتحدث عن أناس يعيشون على الأرض وأكثر هؤلاء الناس من العامة الذين نلتقي بهم في الشارع والسوق والحقل والمصنع.. وتتناول قضايا المجتمع العراقي .. فالقصة العراقية تقدمت خطوات مهمة وخاصة في خضم الويلات والانكسارات فالزمن صعب زمن الإبداع الحقيقي ..
من هنا دخل دخل القاص العراقي ” محمد خضير ” هذا الميدان مؤمنا بأهمية الحداثة والتطور …
يشكل أدب القاص محمد خضير في رأي ” د. علي عبدالأمير صالح ” ظاهرة فريدة في الأدب العراقي المعاصر ليس بسبب كون هذا الكاتب البصري واحدا ً من المع القصاصين العراقيين والعرب بل لأنه مجنون الأبجدية وصانع الحكايات أو مخترع الحكايات إذا استخدمنا تعبير ” غابرييل غارسيا ماركيز ” …
ولأن محمد خضير رجل دؤوب وصموت في آن واحد , فقد عكف على القراءة والدراسة العميقة والبحث عن كل ما هو جديد وخارج المألوف .. واستطاعت أعماله السردية أن تتكامل في الإقناع بتجاوزها لمقولات الجنس الأدبي المحدد , وبتأهيل وبلورة شكل القصة القصيرة في الاتجاه الفني والفكري الحديث .. منفتحة على مختلف الأشكال التعبيرية ذات العلاقة بالنص السردي مثل الشعر والأسطورة والرواية وأشكال الحكي التراثي والشعبي ..
ولد القاص محمد خضير في البصرة عام ” 1942 ” , درس وتخرج من دار المعلمين في البصرة ..
يركز القاص محمد خضير في نصوصه على دور المكان وعلى المغيب ” من الناس والأماكن ” ..
صدر له : المملكة السوداء 1972 في درجة 45 مئوية 1978 .. بصرياثا صور مدينة 1993 .. رؤيا خريف 1995 .. الحكاية الجديدة 1995 ..
لم يكن محمد خضير معروفا على نطاق عربي الا بعد نشر قصة ” الأرجوحة ” في مجلة الأداب البيروتية وهي من قصص الحرب المكتوبة بعد نكسة حزيران 1967 ..
يقول محمد خضير ” عندما كتبت هذه القصة كنت في سن الخامسة والعشرين ووجدت حقيقة صعوبة في السيطرة على المشاعر الذاتية التي كانت تختمر في نفس شابة قليلة الخبرة في السياسة والحرب , لكني كنت على وعي كافي بظروف كتابة القصة .. ومع ذلك كانت الموازنة صعبة بين الحدث الكبير وفن التعبير عن سخونته وأثره وصدمته ” …
القاص محمد خضير لم يغادر مدينته ” البصرة ” شأنه شأن زميله الراحل ” محمود البريكان ” .. هو نخلة البصرة راسخة غزيرة الثمر الذي يتجدد عبر المواسم .. من شدة حبه للبصرة كما يقول عنه ” ياسين النصير ” نادرا ما كان يغادرها الى مدينة اخرى , لا بل انه اثر ان لا يرحل عن العراق نهائيا رغم الظروف القاسية التي مر بها .. فهو يؤمن ان من يخرب عشه في مكانه الشخصي يمكن ان يخربه في أي مكان يحل فيه …
لذلك بقي يتابع ما يحدث لمدينة العراق الكبرى ” البصرة ” من ويلات وحروب وتدمير فرصد يوميات وكتابات غائرة في الواقعية الرمزية والتعبيرية ما يحدث لهذه المدينة من تحولات تدميرية مهلكة ضمّنه نصه ” بصرياثا ” ..
إن هموم القاص محمد خضير هي هموم نفسية تنجم عن التغير والتحول الاجتماعي .. لم تكن قراءة محمد خضير للواقع العراقي _ كما يشير الى ذلك الناقد الدكتور شجاع العاني – قراءة أفقية بل قراءة أفقية وعمودية معا – …
محمد خضير في رحلته الطويلة في رحاب مدينته يخرج في نهاية شهادته القصصية في كون القصة هي ( رسالة مشفرة يرسلها مجهولون يكونون عقلا كونيا واحدا ) ثم يعطي لنفسه أحقية الانضمام إلى هذا العقل في قوله ( ولعلي واحد من هؤلاء اللامسمين المتزاحمين في مركز السرد أتفكر في الوجود في محيط الرؤيا حيث لا بقاء إلا للتفكر والسرد في عالم بلا مركز ) …
أما كاتب القصة فلا يجد غير الحكايات الشعبية المتداولة مثل ( ألف ليلة وليلة ) وفن المقامة وكلها بعيدة عن القصة بمفهومها الحديث .. ولهذا فأن القاص العربي يملك مسؤولية مجهدة من اجل ترسيخ القصة كلون أدبي له أبعاده ومعالمه العربي الحديث ..
أن القصة بشكل خاص بين كل الأنواع الأدبية الأخرى , إذ حلت لدى الشعوب الحديثة محل الملحمة القديمة أو السيـَر الشعبية ووقفت موقفا وسطا بينها وبين التأريخ لأحداث المجتمع وحركته .. فأنها تقدم وسيلة إبداعية فذة لاستحضار إجماع الثقافة الروحية لشعب معين ونقدها بكل ما تحمله تلك الثقافة من مؤشرات التأريخ …
أن إنسان العصر الحديث قد ورث حياة مثقلة بالأحزان والهموم .. بالحب والعطف .. بالمسؤولية واللامبالاة في آن واحد .. وحضارتنا حضارة معقدة لا يسهل على المرء أن يحيا في كنفها دون أن يضع قدمه على نقطة ارتكاز ليحدد مكانه ويكتشف ذاته وذوات الآخرين ..
فالإنسان المعاصر مشدود إلى ماضيه وهو في تطلعه إلى القمة مرتبط أبدا بالسفح وهو في نضاله الطويل يشـدّه المصير المجهول .. ومع كل التناقض الموجود في العالم لابد من النضال والبحث فالطريق طويلة وشاقة والإنسانية ما زالت تسير بالرغم من كل شيء.. الحرب .. الجلادون .. الضعفاء .. عشاق الدعارة في الليل .. الشحاذون .. وربما يصدمنا الواقع بمرارته لكنه واقعنا على أية حال ولابد من العيش فيه رغم القسوة والمرارة .. حيث يقول الناقد الأمريكي المعاصر ” ألبرت كول ” :
( نحن نريد من القصة بادئ ذي بدء أن توضح واقعا كان خافيا علينا وهو ليس كواقع قصيدة يتشكل من إيقاعات وتماثلات وليس طقسا من طقوس الدراما أو واقع عواطف مجردة ,ولكنه نسيج لمعنى خفي نراه في حياتنا اليومية , وان علاقة القاص الخاصة بالواقع تلزمه بأن يسجل وان يتحرى الصدق في تسجيله ) ..
ابرز الاتجاهات على القصة العراقية هو الاتجاه الواقعي لأنها تتحدث عن أناس يعيشون على الأرض وأكثر هؤلاء الناس من العامة الذين نلتقي بهم في الشارع والسوق والحقل والمصنع.. وتتناول قضايا المجتمع العراقي .. فالقصة العراقية تقدمت خطوات مهمة وخاصة في خضم الويلات والانكسارات فالزمن صعب زمن الإبداع الحقيقي ..
من هنا دخل دخل القاص العراقي ” محمد خضير ” هذا الميدان مؤمنا بأهمية الحداثة والتطور …
يشكل أدب القاص محمد خضير في رأي ” د. علي عبدالأمير صالح ” ظاهرة فريدة في الأدب العراقي المعاصر ليس بسبب كون هذا الكاتب البصري واحدا ً من المع القصاصين العراقيين والعرب بل لأنه مجنون الأبجدية وصانع الحكايات أو مخترع الحكايات إذا استخدمنا تعبير ” غابرييل غارسيا ماركيز ” …
ولأن محمد خضير رجل دؤوب وصموت في آن واحد , فقد عكف على القراءة والدراسة العميقة والبحث عن كل ما هو جديد وخارج المألوف .. واستطاعت أعماله السردية أن تتكامل في الإقناع بتجاوزها لمقولات الجنس الأدبي المحدد , وبتأهيل وبلورة شكل القصة القصيرة في الاتجاه الفني والفكري الحديث .. منفتحة على مختلف الأشكال التعبيرية ذات العلاقة بالنص السردي مثل الشعر والأسطورة والرواية وأشكال الحكي التراثي والشعبي ..
ولد القاص محمد خضير في البصرة عام ” 1942 ” , درس وتخرج من دار المعلمين في البصرة ..
يركز القاص محمد خضير في نصوصه على دور المكان وعلى المغيب ” من الناس والأماكن ” ..
صدر له : المملكة السوداء 1972 في درجة 45 مئوية 1978 .. بصرياثا صور مدينة 1993 .. رؤيا خريف 1995 .. الحكاية الجديدة 1995 ..
لم يكن محمد خضير معروفا على نطاق عربي الا بعد نشر قصة ” الأرجوحة ” في مجلة الأداب البيروتية وهي من قصص الحرب المكتوبة بعد نكسة حزيران 1967 ..
يقول محمد خضير ” عندما كتبت هذه القصة كنت في سن الخامسة والعشرين ووجدت حقيقة صعوبة في السيطرة على المشاعر الذاتية التي كانت تختمر في نفس شابة قليلة الخبرة في السياسة والحرب , لكني كنت على وعي كافي بظروف كتابة القصة .. ومع ذلك كانت الموازنة صعبة بين الحدث الكبير وفن التعبير عن سخونته وأثره وصدمته ” …
القاص محمد خضير لم يغادر مدينته ” البصرة ” شأنه شأن زميله الراحل ” محمود البريكان ” .. هو نخلة البصرة راسخة غزيرة الثمر الذي يتجدد عبر المواسم .. من شدة حبه للبصرة كما يقول عنه ” ياسين النصير ” نادرا ما كان يغادرها الى مدينة اخرى , لا بل انه اثر ان لا يرحل عن العراق نهائيا رغم الظروف القاسية التي مر بها .. فهو يؤمن ان من يخرب عشه في مكانه الشخصي يمكن ان يخربه في أي مكان يحل فيه …
لذلك بقي يتابع ما يحدث لمدينة العراق الكبرى ” البصرة ” من ويلات وحروب وتدمير فرصد يوميات وكتابات غائرة في الواقعية الرمزية والتعبيرية ما يحدث لهذه المدينة من تحولات تدميرية مهلكة ضمّنه نصه ” بصرياثا ” ..
إن هموم القاص محمد خضير هي هموم نفسية تنجم عن التغير والتحول الاجتماعي .. لم تكن قراءة محمد خضير للواقع العراقي _ كما يشير الى ذلك الناقد الدكتور شجاع العاني – قراءة أفقية بل قراءة أفقية وعمودية معا – …
محمد خضير في رحلته الطويلة في رحاب مدينته يخرج في نهاية شهادته القصصية في كون القصة هي ( رسالة مشفرة يرسلها مجهولون يكونون عقلا كونيا واحدا ) ثم يعطي لنفسه أحقية الانضمام إلى هذا العقل في قوله ( ولعلي واحد من هؤلاء اللامسمين المتزاحمين في مركز السرد أتفكر في الوجود في محيط الرؤيا حيث لا بقاء إلا للتفكر والسرد في عالم بلا مركز ) …