هل دخلنا عصرَ المتاحفِ
هل صرنا نفاياتٍ
بقايا إرثٍ تخلّى الأبناءُ عنهُ
إلى دار اليتامى
هل أدخلونا إلى غرفةِ الإنعاشِ
قالوا لأبنائنا
ماتَ آباؤكم سريريّاً
فهاتوا توابيتَكم وادفنوهمْ
كان آباؤكم مضاربَ خيلٍ
ولِحىً عافها الطّيرُ
والسّنابلُ فانسلِخوا عنهُمُ
تلكَ أشرعةُ الفتحِ ، والبحرُ رهوٌ
ومتّسَعٌ فيهِ للموتِ
تعالَوْا على موجةِ البحرِ
كان الخليلُ مغاليقَ سِجنٍ لقبرِ انطلاقتِكمْ
وابنُ مالكَ
يقمعُ بالشّرطةِ اللغويةِ والنّحوِ أفواهَكمْ
وابنُ رُشدٍ مجرّدَ قنطرةٍ للعبورِ إلينا
وابنُ خلدونَ كاهنَ صومعةٍ
ثمّ هل أدخلونا
إلى غرفِ الغسلِ والشّحنِ ثانيةً
فإذا كلُّ تاريخِنا جُثّةٌ
والشّموسُ
البدورُ
النّجومُ التي رافقتنا طوالَ الطّريقِ
مجردُ أضرحةٍ باليةْ…