انتصف ليلُ العمرِ يا سيدتي
وأنا اقرأ جروح الخبز
في ملامحك العفيفة
وابحث أي السلالات أنتِ
للشمس أغنية هنا تشبهكِ
كانت تخيط ثوب الصباح بالياسمين
في غبشها الندي أطياف أفراح الطواويس
يا غرَّ أفكارٍ تطوف حول تخوم الذات
تبني في روح المثاني عزيمة
وبدر آمالٍ يلوح في الأفق البعيد
لكلِّ حلمٍ صباً في ظلام
يفتش في الحروف أنَّات القصيدة
مللنا القراءة..
فكلُّ الرسائل في قُصورٍ
عن كنه الحقيقة
حتى الحقيقة نفسها سلكت متاهة
كرهنا الحساب
فالأصفار ذاتها
في سلة واحدة
ونحن نجمع
والوقت يحصد أرقامنا الصحيحة
ويترك الجرباء تلهو بالسقيمة
وينفرد بنا الليل بعزفٍ منفرد
تُرى ما ذلك اللحن
والناي والقطعان والوادي الضليل
والليل كالذئب يأكل بعضنا
وبالبرد يحفظ أشلاء تاريخنا
وينهش بامجادنا الحصيد
وتمتد يد من سماء الغيب
من قرى المجهول
تمسح فوق رؤوسنا
تلمُّ اسمال افكارنا البالية
وننتشر كالجراد
نأكلُ الليل أغنية
ونشرب النهار بالمواعيد
انتصف الليل يا سيدتي
ولا ينصفنا سوى فجر هناك