يأتي الشِّتاءُ بزَمهريرِهِ
حاملاً على جناحَيهِ يأسَ السنينِ
و الفراغُ العريضُ ينخُرُ الذَّاكرةَ
تهتزُّ أركانُ السَّكينةِ
و تتقاذَفُ أنفاسي المُتعبةً
مُفعمةً بالحُزنِ و الأسى
ترتادُ أعتابَ الخيالِ
و الرُّوحُ تذهبُ حيثُ الوُدُّ
ترفُلُ في الحناياتِ الدَّافئةِ
—
يأتي الشتاءُ بقَسوتِهِ …
و نسيمُكُ يُداعِبُ
عُويداتِ الياسمينةِ
أكونُ وحدي معَ الليلِ
أجترُّ ذكرياتِنا المكنونةَ
حيثُ كنتُ و كان الزمانُ
يهدينا لياليهِ الميمونةَ
لِمَ الذهابُ في هذا الصقيعِ ؟
تترُكُني بلياليهِ المحزونةِ
ماذا أكونُ بعدَكَ ؟
و أنا أعلنُ ميلادَ أيَّامي الحزينةَ
—–
يأتي الشِّتاءُ ببياضِهِ
تتناقلُني مُدُنُ الأتراحِ
تسدُّ ناظري الممتدَّ غيمةً
أنا في عرضِ بحرِ خواطِري
تأتي و تمدُّ كِلتا يدَيكَ
تنتشِلُني من لسعاتِ الشَّتيمة
تُداري حُزني و تُضحِكُني
تَعِدُني بالأيَّامِ الجميلةِ
و ذهابِ الأيَّامِ الضنينةِ