نص: عزيز الشعباني:
كل هذه الوجوه سأختصرها بزيارة عابرة ،
انها قدرة الغريب على استئناف الذاكرة ،حين تكونين على بعد وردة
علما انك لست معطفا اخلعه في اول استراحة ، كما انني لم اهرب اليك هروب
الواقع الى الحلم ،بل هروب المحتوم الى المنتقى ، ولا ارغب في استثمار فرق التوقيت
نعم مدينتي ترشني بالرصاص ، ولكن الغربة تصفع بالحنين ،وفي ذاكرتي مقبرة
اضع عليها صندوق رأسي لأستمر بالتنفس مهما كنت باذخة بالصمت
سأتسلل الىك حاملا عطر المسافات الشاسعة من الانتظار، دون ان اترك على صفحة النسيان
نافذة ، كي لا اطلّ على ذاكرة الحلم ولا ار الدروب تمشي في اقدامي ولا فناجين القهوة
تكبر بشلل الاطلال.
سأدس هذه الصورة في احلامك
واِياك اياك اياك ان تؤكدين احتمال الغياب وتضعيني على رفوف الاحتمال
دعيني اصدق ولو لكذبة واهمة ، انه لايوجد غير الحب
وان الحقد خرافة ابتدعتها مخيلة نبي مهشم
حسنا ، سأدس الجواز في جيبي واترك كل المستمسكات الرسمية واوراق الثبوتية
لتحقيق وجودي
ساهجر كل الشوارع الخالية من القطط ، القطط تركتنا منذ اول صافرة انذار
والشوارع بلا قطط ياكلها الاقفرار ، وبلا سلا م ايضا لم اعد اسمع دويا لحوافر خيل جواد سليم في الباب الشرقي
كفّي عن كل الاسئلة وابحثي عن وهج يعيد لحرائقي القها قبل ان تتحول الى رماد للذكرى
اوافيك بهذا العراء واعلم ان الجميع سيعترض احتجاجي
لكني لم اغادرك قط مهما توغل زمن السؤال ، ومهما حاولوا تاكيد احتمال الغياب
لازلت امتلك القدرة للهروب…
اليك