حسين علي غالب
حسين علي غالب:
ما أجمل هذا المشهد، الكل فرح وسعيد، الأطفال يرتدون ثياب العيد ،حركة التسوق لا تتوقف ، الابتسامة مرسومة على الوجوه.
أجد رجلا عجوز يحمل باقة من الورد ويجلس فجأة على الرصيف الضيق..!!
أتقدم نحوه مسرعا ، فيبدو أن الرجل عجوز أما مريض أو انه يعاني من الخرف .
ما أن وصلت إلى الرجل العجوز إلا وأجده يبكي بحرقة وألم.
انتابني شعور الرأفة بحق هذا الرجل المسكين فأقول له وأنا قريب منه: يا عم هل تحتاج مساعدة..؟؟
يلتفت بوجهه نحوي، وهو يبكي ودموعه تنهمر بغزارة ويقول لي : لا يا بني لا أحتاج إلى مساعدة .
أعود لسؤال الرجل العجوز مرة أخرى وأقول له : يا عم أن كنت تحتاج إلى أي مساعدة فأنا مثل أبنك..؟؟
تزداد دموع الرجل وكأنني ألمته بكلامي فأعود للحديث معه وأقول له : يا عم أنك تلفت الانتباه لنفسك هنا فنحن في أول أيام العيد..؟؟
فيرد الرجل العجوز قائلا: دعني أبكي على قبر أبني.
أصاب بالحيرة والذهول فنحن شارع مزدحم مليء بالمحلات التجارية فقط لا غير..؟؟
فأقول له : يا عمي المقبرة ليست هنا فدعني أخذك للمقبرة .
فيرد الرجل العجوز بصوت ممزوج بالتعب والقهر : يا بني أبني استشهد هنا بعملية إرهابية وتفتت جسده كحبات الرمل فيا ليت له قبر لكي أزوره فإذا هنا استشهد وهنا قبره .
أدركت كل شيء بعد انتهاء الرجل العجوز من الكلام، وتركته وابتعدت وهو غارق بالحزن والحسرة .