عبد الرزاق الصغير :
ثلج الماضي
وأنا واقف مسندا ظهري لحديد السلم المشكل أغصان زيزفون أوياسمين ..
تحت سقيفة البيت ،أتأمل ندف الثلج تغطي رؤوس الشجر في المنحدر والسبيل والبشر
أتذكر ثلج الماضي ، وأنا في الأحراج أربش بأصابعي الصغيرة القش والأعواد بحثا عن البراعم الخضراء
عائدا بكيس الخيش كالجحش على حافة السبيل . لا أحد يأبه لطفل إعوجت أصابعه العشرة من البرد وأزرقت ..
لمعزة إعتادت مذغ البراعم بالجذور …………………..
لتدر حليب كالثلج ..
في كؤوس جميلة مذهبة على موائد النبلاء …
الشّبّابه
دبوس في عرض وطول السيجارة
يحفر من الجهتين ويربط بخيط رفيع بين فكي الجدي
لكي لايرضع أمه أثناء الرعي وفي الحضيرة …
…
الأرملة
تقف كشجرة توت
غصنا على الجذع وآخر على الرأس
تنظر للفضاء
وكل ما أزعجها القاعدون تحتها تدر عليهم توتا أسودا
وجارتها تشيح عن الناس والسكون والضجيج والمطر
والفضاء
غصين لا زال متشبثا يطوق للشمس للقطر
وتمسي لقمة سائغة بين ألسنة اللهب الشرهة
في رجفة صقيع قاهرة …
القيلولة
عندما كانت
الشمس أعلى الرأس تماما
سئلت الظل القصير جدا
حتى كأنه يتسلق الساق
عن صاحبه
قال : لم أره منذ ولادتي
ربما هو الآن في زنزانة كابوس
أو في نزهة حلم …
حمامة بيضاء
تنبعث رائحة القهوة من كل مكان
يختلط الذوق مع اللون المريح الندي
خيوط الشمس منسدلة على الحيطان والأشجار واليفط والوجوه
الصباح بسيط وعادي
الشيخ الأصلع بنظارته السميكة
يدقق في جريدته الناطقة بالفرنسية
تمر العزوج الكانت معلمتي الحسناء
تمسك كتاب كأنها تقبض على جناحي حمامة بيضاء …
إمرأة
في الحقيقة ليس لها وجود
كالحجرالمجسد الذي اقتلعوه من الساحة في السبعينات والشجر والحشود …
تنسل من أعمق شق في روحي
تملي علي نصوصها الشعرية
ولكني مع الأسف نسيت قلمي
في الأيام القديمة في جيب القميص الأحمر
الذي آثرت به ذات ليلة إمرأة …
وذاكرتي منعدمة …
—-