الشاعر حمزة شباب
حمزة شباب :
هي نحلة سفكت دمي
بكل منطقٍ كبريائيٍّ
يخز كوهج الشمس
قالت : أين عنفوانك الصباحيّ
يجتاح أطراف الزهور
و لا ينفك عن ذكر دماء البشر
قلت : ازرعي بين حواصلي الخطر
سأحصد من عامليك بعض فنون القتال
و أقاتل ملكة العسل
سيلهجُ قلبي بالانتقام العفويّ
تنازعه الغيوم خلف مضارب الجبل
ويحك ! كيف اقتربتِ نائيةً
و ماذا فعلت بجلدي المُستعرّ
دمشقية أنت ؟!
فخلي عنك ما اقترفت يداكِ
و اصنعي لظلك من دمي بارودة
فقد ينسي الدهر للأب حنانه
و يذكر التاريخ في عداوتنا عنوانه
أنكِ بقيتِ ذكرى في كفن الزهر
أتقاسم وخزاتك بين أصابعي
ألوذ بالانتصار على همومك
فأنا اليوم حر أصابتني سلاسل الفناء
نحو انقياد حقود
الوردة الذابلة أشد حقداً من جمل
ستُبقي عقلي في طفولته ثملاً
تلبسين أعضائي أثواب الخدر
أحتاج خبزاً و حياة
لأغني للغابة نشيد الكبرياء
نشيدي يُحيل السماء إلى أطراف الهاوية
جاءتني تمشي بكل ما أوتيت من مكر
تزدري سنيّ عمرك الطويلة
قلت يا بائعة الحلوى
كفي عن إشهار غناك كل ليلة
تبسَّمت ثم أماطت بُردتها
و اتخذت من الشوك خليلاً
من نصله بت في رياح الطبيعة
كقطرةٍ ندويّة تسكب عليَّ ملامح النهر
لتضيع ذاكرتي بين وخزك و القلم
إن كنت ترين أشعاري رحيقاً
و جناحيك موسيقا و دفتر
فتكاثري بل تناسلي كالنخل
اعلمي أن الغدير قد يجف من كثرة الأسقام
و عندها يحين شفاء الرحيل
حيث يسابق صوتي صداك فتنادين القمم
ربَّ شتيتيْن ما استبرى من نفيهما الوطن
فهل ينفع التداوي غير الوخز بالإبر
—