مروى ذياب :
**كحفنة من زهر الأراولا
أتكحل ..
أتدلل ..
تتنسم وجنتاي. .
وتتحمص..
فقط تحت شمس أيلول ..
في كل أيلول أغدو قصيدة بنكهة الجنون وامرأة لا ترفع رايات الاستسلام،
وحده من يحقنني بالعظمة..
وفي أيلول بكت العنقاء
وصعد طير الأبابيل إلى السماء،
ولأيلول غنت الألحان،
وله تحركت الطبيعة واهتزت أوراق الأشجار،
وأيلول يشبههني ..
في مزاجيته، في وحشيته وفي هدوءه،
كحفنة من زهر الأراولا
لا أعرف من الفصول سوى عقيق ليل الخريف ..
ولا أصغي بنهم
ولا أكتب بشغف
سوى عن قصص أيلول
ولا أسدل ضفائري
إلا تحت رشة من سحابة دافئة في ذروة أيلول ..
وفي الخريف تحلو مضاجعة دواوين الشعر، وتحلو المزاجيّة، ويحلو الحبّ، ويحلو الرّحيل..
وفيروز تغنّت بالخريف..
فلا يختزل خريف أيلول في الأشجار العارية والطبيعة المتهاوية ولا الأغصان المرتعشة..
قصّته أكبر من أن تكون مجرّد طقس..
للخريف نكهة البداية والنهاية،
والخريف بداية حبّ وغيمة حبّ،
والخريف نهاية ومقبرة لمن سقطت أقنعتهم،
وأيلول أغرب من شوارع الغربة،
وصديقي في الشوارع الفارغة وفي المقاهي المهملة،
ورفيقي في الزنازين المعتّمة ،
فصب لي من كأس أيلول
صب لي من صوت فيروز
صب لي لأسكر وأثمل مجازا
صب لي **..
—