محمد باسم :
هلا أعلمتني، أي مكان تبوأت منك بعدما ذبحت قلبك بهروب صامت؟ هل تخلصت من ذكراي أم ﻻ زال هناك مكان لي في داخلك؟ هل دفنت حبي كما وأدت أنا حبك أم استمرت نبضات قلبك تنادي باسمي؟
الليلة يا من كنت…هو عيد ميلادي، لقد أكملت عقدين من حكايتي، حكايتي التي لطالما كنت فيها الأميرة. هل تذكرت يا ترى عيد ميلادي كما كنت تفعلين كل عام أم أنك ما عدت تهتمين بتفاصيلي الصغيرة؟ هل كتبت لي تهنئة مملوءة بالأماني والدعوات؟ هل تذكرت جرائمي بحقك وأنت ترسمين بحروفك بطاقة تهنئتي؟ هل مسحت كل ما كتبته انتقاما مني؟!
ﻻ أعلم لم ﻻ تزالين هناك، تعيشين في شعري، تتنقلين بين كلماتي وتتسللين في عتمة الليل الى داخلي. ﻻ أعلم لم لم أتوقف عن الكنابة لك، إنه لأمر مضحك أن أقرر محو اسمك من ذاكرتي، أن أعتقله بلا ذنب وأسلمه بلا رحمة لسنواتي العشرين الماضية ليبقى هناك، حبيس الماضي، وفي نفس الوقت تكونين أنت موضوع أول كتاباتي في عامي الجديد!
وهل يحق لي أن أكتبك بعدما جرحتك؟ هل يحق لي أن أضع اسمك على أوراقي التي اتفقت معها على أن تتوب عن التغزل بعينيك؟ أما زال بإمكاني النظر الى يدي لأتذكر لمساتك الحريرية الدافئة وقد كانت بالأمس ملطخة بدمك، بعدما قتلتك بالهجر ثم محوت آثار الجريمة بغبار السنين؟
ﻻ…ﻻ يحق لي ذلك، فلا أحد يكتب عن ضحيته، في عيد ميلاده! لم نعد كما كنا سابقا، لم نعد روحا واحدة بجسدين، انفصلنا لأكون أنا وتكوني أنت. في أول عيد ميلاد لي من دونك، أتمنى لك سعادة ﻻ تشبهني.
—