رعد حيدر الريمي :
مستديرة طاولتنا كاستدارة حياتنا هذه ،
طاولة هناك نلتقي عليها غباً ،
لنسكب على سطحها بعض حديث ممل ،
وفي كل استدارة لحديثنا لا يتخلل فراغ جنوبنا سوى بعض أشياء،
وضعت حميمية لجدار غرفٍ ردحا من الزمن .
دولاب ،
صورة أحمق مات أطفالٌ لبقائه.
حتى استدار حديثنا ذات يوم ،
وملأت فراغنا عوراء ،أو يخال لي أنها حوراء .
انشغل ،أعاند ،ألهو ،أداعب كميَ الذي،بات يستدير في معصمي متى شئت،
وأستمر محاولة في تلطف ،
أتدلى برأسي ونصفي كأني في سمو حديث،
و أتراخي وأنا أعب زفير بعض بغضاء حديثنا
عليٌ أراها من خلف ظهورهم .
يضيع صوت طقطقة قلمي الرامي لجذب انتباهها،
أرفع صوتي في حزم مقاطعا بعض غبي حاول استجدائي لصلب الموضوع ؛
فيما أنا أسبح في ذرات شغفي الحثيث لتلك الحواء
العوراء،
الحولاء،
الحوراء،
الحميراء.
وهاجسي يلهث بصوت أم كلثوم وهي تقول :
نظره وكنت احسبها سلام وتمر قوام
أتاري فيها وعود وعهود وسكوت …
وفي حين انتباهها قامت فرعاء الطول
أنيقة الجنب ،ِ
مليحة المفصل ،
مكتشفا أنها لم تكن عوراء ؛
ولا حولاء ….
بل كان عظم عرنين انفها الأشم،
حجب عني مليح حدقة عينها الأخرى.
—