هي المجموعة الشعرية الخامسة ،لتلميذ نازك الملائكة ، يومها كانت جامعة البصرة في(التنومة) الشاطي الآخر من شط العرب .هي المجموعة الشعرية الخامسة، التي صارت برأيّ الاولى على مجموعاته الاربع ، كأن تلك المجموعات محض تمرين شعري بصيغة عتبة لهذه المجموعة ، هنا اللغة تخلصت من توجسات مدرس اللغة العربية بنسبة شعرية لايستهان بها ،فأنخفضت نبرة الاستاذ العارف، في تعامله مع الموضوعات وانغمرت قصائده في عذوبة الماء اينما ولدت القصيدة في : بصرة ..أسطمبول..موسكو .. يريفان ..قسطنطينية ..تبليسي ..، لكن هذه العذوبة المائية هناك من يحاول …وبشهادة الشاعر
(وأين أحل ّ
أنا مأخوذ ٌ بالشبهة ِ
يسحبني الدركي الى مكتبه ِ
ويدقق ُ في لحمي
ويعر ّضُني للكلب ِ، يشم ثيابي / 12)
وهناك من يجعل الوقت ثقيلاً أثناء السياحة :
(منذ الصبح الباكر
والثلج ينث ُّ على تبليسي
وأنا في الفندق وحدي
والوقت ثقيل …
ماذا!؟
هل أسمح أن يأسرني الثلج ؟!/27) ..
ومَن ينسى مؤثرية الماء الاحتفائية التي تبهج النفس والحركة ، كما هو حال الشاعر في طريقه الى سقف العالم :
(ظلت التلّة الأرمنية ُ
تهبط شيئا فشيئا
وتنداح ُ
حتى استحالت سُهوباً
وفراديس من سنبل هائم في الوهاد
واللقالق ماوجدت ْ
وهي تنشىء أعشاشها
غير أعمدة الكهرباء
هناك أرخت مناقيرها
مثل يافطة في الطريق
تثير الى جبل
نزلت عنده
سفينة نوح / 34-35) ..
وثمة رحلة خاصة ،وصولا لقطرة من ماء العائلة وتحديدا من منبع الماء ، لكنها رحلة يمتزج اليومي بالاسطوري، فالشخص المعني حتى يتخلص من كابوس يراوده ، يقرر وهو الموظف ان يذهب اثناء عطلة عيد الاضحى لزيارة قبر والده .لكن الطريق التي سيسلكها الابن كأنها درب الآلام :
(وعليه حينئذ ٍ
أن يعبر صحراء الأحقاف
ويتابع صقراً منفرداً
يسبح في الآفاق
ويمر على شوك ٍ ميت ٍ
ويدوس عظاماً
تهجع ُ منذ دهورٍ في الدركات
وبلا بوصلة يمشي /40)
هنا ستحدث النقلة الثانية في حركة القصيدة ، وهي نقلة مائية ،
(..يقعي َ عند جدار أبكم
ويمد يديه لينضحه ُ بالماء
ويسأل ُ ساكنه ُ :
هل هو راض ٍ عنه ؟
إن كان كذلك َ
مامعنى هذا الطيف المتكرر
يلبس ُ ثوب الكابوس
يقطع حبل تنفسه ِ
ويجعل من ليلته عرساً أسود)
يستمر الحوار بين الإبن البار وبين الأب في قبره ، ويطلق مساءلاته وينتقل الخطاب من ضمير الشخص الثالث ،الى ضمير المخاطب :
(ماذا ؟!
هل خنت ُ خطاك ؟
هل أهملت ُ الأطراس َ
تُلقنّها حرفاَ حرفاَ ليل َ نهار؟
هل حطمت الأيقونات ؟
هل جرفتني الأمواج بعيداً
فأضعت ُ هداك ؟
ذاك عقالك في الركن ِ
وتلك عصاك
أنت َ أنا !
فلماذا لاتلقاني
إلاّ في كابوس ؟!)
المحذوف في النص ، عجز الابن في تفكيك شفرة صمت الاب وهو يزور إبنه في كابوس متكرر.
العلاقة المتاهمية بينهما (أنت أنا) كالعلاقة بين جابر السبع واحفاده ..للأسف لايوجد إبن ضال يتمرد في هذه المجموعة الشعرية بإستثناء ذلك (العجوز /63) المؤتلف في بوهميته :
(يطوف بشيبته في المواخير
يبحث عن ذاته
ويرخي بظل مصابيحها الحمر ِ
حبلا ذلول )
العجوز المتذاوب بذات الوجود ،وهو في رعاية نجمة الفجر ،تلمحه وهي :
(غاطسة ٌ في الظلام فتأتي
لترعى ترنح خطوته ِ في الرصيف ِ
قبيل الأفول )
العجوز يعيش في بوهيمته ، وآخريرسل لنا منولوغه (من درك البالوعة ) يضمّد هزائمه بسخرية تشرخ القلب والروح ، وهذه القصيدة ايضا ، ودون ترقيم من الشاعر، تتكون من مفصلين وكلاهما بصوت المتكلم نفسه، فهو يحدثنا حينا أو ينقل لنا حديث سواه ،عبر الموبايل ،فضاء القصيدة غرائبي يشهر استياءه مما يجري فينا/ علينا: من انفصام وتشيوء واغتراب ،بسبب اجتياحات القهر هكذا تبدأ القصيدة
(بوجه ٍ مكفهِرّ
كأنّه خارج ٌ من كارثة
وعينين منفوختين
كأنهما مقذوفتان من غرفة ٍ للتحقيق
أنظر ُ في المرآة ِ
وأسأل ُ :
من هذا المجنون الذي أمامي ؟
ثم تشفطني
بالوعة ٌ الى أسفل الدركات
وتلقيني هناك / 83)
في المقطع الثاني من المفصل الاول نكون مع السخرية في قمتها :
(يرّن الهاتف في جيبي
فلا أجيب
ويلحّ، فلا أجيب
فالوقت هنا من ذهب
واللحظات تستحق الاحترام) !!
أي ذهب في وقت هذا الدرك من الجحيم العراقي ؟،واي استسلام ،لرب العائلة ،هذا ماسيتضح لنا في المفصل الثاني من القصيدة
(يعود الهاتف للعويل :
كانت إمرأتي هناك
كأنها تستغيث :
أين أنت ؟ ماالذي دهاك ؟
لقد نسيت َ أن تشرب دواءك
نسيت نظارتك
وطاقم أسنانك
وسماعة أذنك
نسيت عصاك َ
هاهي أمامي مسنودة ٌ الى السرير ..)
ماالذي يدعو الزوج الى كل هذه النسيانات المنزلية ؟ والأصح لماذا تخلى الزوج عن ضروراته الشخصية ؟ ليفر من جحيم البيت ؟ ام بسبب سطوة الحياة العراقية القاهرة، قرر الزوج التخلي عن حياته والإقامة في بالوعة !!
(إنني هنا..
في الدركات
في السعادة الغامرة
أولد ُ من جديد )
هذا الزوج هو النقيض المطلق لشخصية ضياء يوسف حسن ،مدرّس الفيزياء في قصيدة (رجل ٌ..كأنه متحف /95).. وهذا الزوج يتجاور في ورطة الحياة مع ( البدوي المهان ) وتقتسم هذه القصيدة البداية نفسها مع قصيدة (من درك البالوعة )..
(بأنف مهشم
وأسنان مدمّاة
وعينين حمراوين كالجحيم
ينكفىء البدوي على وجهه في الحلبة ../137)
الزمن في قصائد كاظم اللايذ هو مزيج من الجغرافية التاريخية وهذا المزيج يعلنه الشاعر :
(الباحث عن الحل في التاريخ
والمسطول بما تُرك َ له من الجغرافيا / ص137- قصيدة البدوي المهان )
زائداً مؤثرية ذلك على فاعليتيّ الإنسان / المكان في (نياشين الشيخوخة ) نكون مع السخرية نفسها ،فالتشيوء مصير الانسان الفاجع:
(*فستمنحك الشيخوخة مجدها
*وستتوج رأسك بالأشواك
*ستمنحك الشيخوخة قبحها
*ستعطيك الضعف وسيكون قوتك التي لايضاهيها أي سلاح
*سيختبىء السراق في أحراش لحيتك
وتغضنات وجهك
ويقتسمون غنائمهم هناك
دون ان يعبأوا بوجودك
*تبقى أنت مثل َ مومياء
*ستنال من شيخوختك مالم تنله من شبابك
سيتنازل لك راكب الباص عن مقعده
سوف لاينبحك كلب ٌ
ولايغضبك َ أحد ٌ
خوفاً من سلاطة لسانك وارتعاش بدنك
فلقد صرت َ مثل ملك ٍ
مصوناً غير مسؤول
تمد يدك الى سلة الحياة في أي وقت
فتغترف من هبائها ماتشاء
دون ان تدفع أيّ ثمن …)
في هذه القصيدة يحصي الشاعر نياشين الشيخوخة ، وهي شيخوخة محظوظة فعلا لأنها برعاية اهتمام مثالي ، مقارنة بمن يوصلونها ، دون اكتراث من أحد .
(*)
قصائد المجموعة : بوابات للفرح ، القادم من التاريخي والسيرة شبه الذاتية للذات وما نكتمل به ، يدٌ تكتب البهجة وعين تترصد الغراب ولاتخشاه :
(لن أترك َ من يأتي
كي يقبض َ روحي ..
سأوقفه عند الباب ِ
وحين يُصر ّ
سأقذفه بحذائي / 6)
والشاعر كاظم اللايذ لايتكلم بصوته الوتر ، بل يستقوي متماهيا في حكمة الصامد ،(أنا زقّورة أور../5) والزقورة هي وحدة قياس الشاعر المعنوية :
(في هذي الارض
المسفوحة مابين فرات ٍ…وفرات ْ
لاشيء بها أعلى من هامات النخل ِ
سوى هامات الزقورات / 17)
الشاعر يحتفي بالاشياء ويتماهى بصيرورة الطراوة فيأخذنا لنلتحق به ونمكث في تلك اللحظة التي غدت يوتوبيا بسبب ضراوة الراهن الفاتك فينا الآن :
(وبيتي هناك على الطين ِ
والنهر جيرانه
والنجوم – إذ أقبل الليل ُ –
تمضي خفارتها فوق أشجاره / 55)
وحين تتدفق قراءتنا في هذه القصيدة ، نرى انفسنا في تلك اللحظة العذراء من وجودنا الاول في الفردوس الارضي ،حيث الحياة مشروطة بفرحها ومسراتها ، هنا اراني مع كلمات خضر مبلولة بماء القصيدة / الحياة بمشاعيتها الناصعة :
(وتأتي الزوارق
لايترجل ُ أصحابُها
يقذفون الزنابيل
في عتبة البيت
يلتقطون مجاذيفهم ..ثم يمضون
ونُهرع
نحو الزنابيل
يالهناءاتها
السفرجل
والخس ّ..واللحم
والجوزُ..والموز..والبرتقال
وتنتفض السمكات ُ على الارض
في قبضة الخوص ِ
مازال فيهن نبض ُ الحياة / 56)
وكما يحدث مع كل قصيدة من قصائد هذه المجموعة الشعرية ، تنتقل الصورة الشعرية على مقياس رختر ، بقطع حاد :
(مضى زمن الماءِ
أطل برأسي على النهر
ألمحه ُ في الفراغ
بعيداَ..بعيد اً
ولانخل َ في ضفتيه ِ
وأسعى بدلولي إليه
وأدنو
فيلذعُني ملحه ُ
وتردع كفّي
ضفادعه الميتة )
المسافة بين جنة الماء والخراب، مسكوتُ عنها ،لمعلوميتها من قبل الجميع ..لكنها لاتنضد ضمن مؤثرية الزمن ، بل هي جرائم السلطات المتعاقبه ضد الماء والطين والغرين ..وضد الإنسان غير المؤدلج الذي قال :لا ، فتحول الى (رجل كأنه متحف / 95) وبشهادة القصيدة ان هذا الرجل ضياء يوسف حسن، مدرّس الفيزياء ،الضخم كأنه الجبل ،بصوته المجلجل الهّدار يعصف في القاعات
(لم يكن شاعراً..
غير أنه يحفظ ديوان الجواهري كلّه
عن ظهر قلب !..
لم يكن مؤرخاً
لكنه..
يعرف ُ تواريخ الاحداث والأيام والكوارث
وكأنها أمامه مرقومة في كتاب ../95- 96)
خيّره البعثيون بين أثنتين :
(الدخول في الحزب ..
أو الخروج من المدرسة !)..
هنا يتحول الشاعر كاظم اللايذ، الى ارشفة حياة المدرّس ارشفة شعرية رشيقة ، يكون المدرّس بصيغة علاماتية للرفض العراقي المعلّن للأستبداد ، فتمسخه السلطة من استاذ فيزياء الى كاتب ضبط في المحكمة الشرعية ثم الى موظف ارشيف في دائرة التقاعد، ثم :
(حينما نفذ وقود الحرب أو كاد
ألبسوه بسطالا وبيرية
وحشروه في فوهة مدفع
وقذفوا به في الارض الحرام )
ماتبقى من شجاعة الفيزياء ، صادفها الشاعر في عيادة الطبيب ، مظللة بمؤثرية قسوة الزمان :
(رأيت ُ ضياء يوسف حسن
على كرسي متنتقل ..
ومثلما أدخل ضريحا مهدما
أو أنظرُ الى متحف منهوب
أقبلت عليه..)
سيحاول الشاعر اللايذ ، استعادة النسخة الاصلية من ذلك المدرّس الجبل، الموسوعي ، المجلجل الصوت :
(لم أنس صوته
فأعددت ُ لدويّه أذني ..
غير أني لم أسمع منه
إلاّ همهمة ً خافتة
وصوتاً مبهما مختنقاً
كأنه يخرجُ من قبر )
هنا تنتهي القصيدة ،يلي ذلك جهوية أخرى، يكون الخطاب فيها قد انتقل من الخاص الى العام المطلق
(آه ٍ..
أيتها المومس ُ
التي يسمونها الحياة
لماذا أنت ِ هكذا دائماً..؟
تغدرين بأبنائك الطيبين ./ 99)
هذا الانتقال، يمكن اعتباره حاشية ، تحت متن القصيدة وهذه الحاشية بصيغة تفكيك للشفرة كلها.
(*)
الحياة تغدر والانسان يستعمل مخياله الجمعي ومن هذا المخيال يتورط الانسان بمسالك استحالت افخاخا لأجنحته كما هو الحال مع قصيدة (جابر السبع) التي ستخضع سيرته بنسختها الثانية الى اساءات تأويل جمعي ،تتدفق القصيدة من نسغ حكائي ويكون مسك ختامها : جرافة لامبالية بغير تسطيح المكان وجعله صالحاً للأستثمار التجاري ..وبالتالي ( تنبت مثل الفسيل المصارف ) تتكون هذه القصيدة من عدة مقاطع جمالية :
*النسخة الاولى من الجد ليست هي التي تتقدم في التنضيد الطباعي وتفتتح بها القصيدة ، فهذي النسخة هي الثانية ومنها تنبثق ضرورة سؤال سارد الحكاية الشعرية ،في نهاية المقطع الاول (ياترى ! ماالذي بث ّ في روعهم فكرة َ النُّصب ؟!..) ماسيقوم به الحفدة ، صيانة الشفاهي من التلف بمؤثرية الزمن وما سيقوم به الحفدة عملية استقواء على راهنهم بمآثرماضي العائلة وبعيدا عن اساءة التأويل، مايقوم به الحفدة هو نقل النص من الشفاهي الى الكتلة المرئية وبشهادة الحكّاء العليم :
(ربما سَورة من حنين
بعثتها الحكايات ُ حول المواقد
في الليل ِ
تستذكر الراحلين
ربما نزعة ٌ للتجسد ِ
تاق لها الخلق ُ من أبد الآبدين
أو لأن الصغار هنا قد رأوا جدهم فارسا
أو أميرا مضى
أو مليكاً من الغابرين )..
ثم تتغذى الحكاية الشعرية من المخيال مع جرعة من المبا لغة التي يقتضيها النسق الحكائي :
(هاهو النصب مستوياً واقفاَ
في الفراغ ِ
الى جنب صفصافة ٍ
مثل جلجامش ٍ
عند مفترق الطرق الاربعة
………………………
لم يكن هؤلاء الصغارُ رأوا جدهم
لم يكن أهلهم يحفظون له صورة ً
غير أن الشيوخ المسنين
حين رأوا نصبه
أجمعوا :
أنه جابر السبع حقا )..
هنا سيحدث الانزياح ، سيتحول النص الشفاهي – بفعل مؤثرية كتلة التجسيد – الى مخيال جمعي
(أشيع َ هنالك
عن جابر السبع :
حين يحّل الظلام
يغادر تمثاله
ويذهب في حندس الليل
يرفل بين النخيل
ينافح عنها أكف ّ اللصوص
وقد شاهدوا في الصباح ِ
مواطىء أقدامه في تراب الحقول
……………………………….
أُشيع َ
عن الميتين َ
بمقبرة (الخضر)
في الليل
يلغون نومتهم
وينحدرون الى جابر السبع
يزدحمون بأكفانهم حوله
ويبدئون التراتيل
مشفوعة بالطبول
وتبلغ صيحاتُهم آخر الحي ..)
ويشاع انه يقاتل الانكليز ليلا في صحراء الشعيبة، وهكذا تحولت كتلة التمثال طقسا بدائيا لايتوقف
(سربّ النساء
ملفعة ً بالعباءات
يحملن طست َ النذور
ويوقدن شمعا الى حضرة المرتجى)
هل هذه القصيدة، درساً مستلا من غصننا الذهبي ؟ فالقصيدة لاتتكون فقط من مقاطعها ، بل من تفكيكها لنصها من الداخل ،فهي تتكون من طبقتين :
*ظاهر النص : حكاية جابر السبع
*باطن النص يتجسد بالحكّاء الثاني : الببغاء
(ببغاء ٌ عجوز
على سدرة ٍ
في الطريق الى جابر السبع
ببغاءٌ يشاكس..
يرقب ما يفعل الناس :
كيف يصدّق كذّابُها كذبَه
كيف ترقى الاشاعات ُ
حتى تصير َ عقائد
كيف تنمو الاكاذيب حتى تصير حقائق
كيف يغدو الإله إلهاَ
وكيف تعمق ُ أطنابها في العقول ِ الخرافة )
مايجيء على لسان الببغاء ينقض النص ويهدم كتلة الحجر ولايتجاور مع منطق طير فريد الدين العطار ،بل يمكن تنضيده ضمن موتيفات كليلة ودمنة .
*الحكّاء الثالث : الجرافة
تقوم الجرافة بحذف المكان من معالمه كلها ونفي هويته الاولى ، ونسف الزمن الاول ، فهو بتوقيت حفدة جابر السبع (كان عقرب ساعات ذاك الزمان يسير ببطء / 45) أما بتوقيت الجرافة
(العقارب في ساعة اليد
توسع خطواتها
والزمان عجولا يصير /49)
(*)
تنقسم قصائد (بوابات بصرياثا الخمس ) الى قسمين
*الصوت الجمعي
*الصورة الشخصية
للقسم الاول يمكن تنضيد القصائد : سطور بالخط المسماري / بوابات بصرياثا ../ أنخاب اسطنبول / حوت أعمى/ الطريق الى أرارات / جابر السبع / أقذفوهم بالبيض الفاسد / الرايات الخفّاقة ليست راياتنا / على اسوار القسطنطينية / نافورة السيدة سركيسيان / الرايات التي عند الضريح / شعراء أوروك .
القسم الثاني : زقورة أور / لماذا أنت بلادي / كابوس أبي / صراخ الوليد / بيتي على الطين / من بطن الحوت / العجوز/ أبي وأمي / اتركيني قليلا ..أيتها الاحزان / ضمخيني بالكافور / من درك البالوعة / رجل ٌ..كأنه متحف / زوابع الالفية الثالثة / نياشين الشيخوخة / رزم فادحة / لاتحزني ..سأشتري لك ِفضائية ..لكن الحدود بين قسميّ المجموعة ليس واخزة بصلابتها ، بل ستارة شفيفة تغوي القسمين بالتزاور ..
————
*كاظم اللايذ/ بوابات بصرياثا الخمس / وراقون للنشر والتوزيع / العراق ،البصرة / ط1/ 2015
—