يعد الكاتب المسرحي والفنان والمشرف العام على محترف ميسان المسرحي عدي المختار من أنشط الفنانين المسرحيين في محافظة ميسان ومن المجتهدين في اقامة المهرجانات المتميزة والناجحة وخاصة فيما يتعلق بمهرجانات المونودراما..وهو يستعد اليوم لإقامة مهرجان مونودراما الطفل الأمر الذي ترك عدة تساؤلات في الوسط المسرحي، كيف سيكون المهرجان ومن سيحضره وهل سينجح..؟ أسئلة كثيرة حملتها مجلة بصرياثا الثقافية الأدبية وطرحتها على الاستاذ عدي المختار وكان لنا هذا الحوار:
* حدثنا اولا عن مشغلكم المسرحي وماذا حققتم خلال مسيرتكم الماضية..؟
– شكراً لكم على هذه الالتفاته وانتم تسلطون الضوء على المنجز الشبابي ,مشغلنا هو محترف ميسان المسرحي وهو محترف لتخريج الطاقات الشابة المحترفة في مجالات التمثيل والكتابة المسرحية والسينوغرفيا والموسيقى وكل مايتعلق بالعملية المسرحية والعرض المسرحي تأسس عام 2010 وقدمنا منذ ذلك الحين الكثير من الاعمال المسرحية في داخل وخارج ميسان واذكر منها مسرحية ( TOOK TOO) تأليف احمد شمس واخراج عدي المختار ,مسرحية ( سفينة النجاة ) تأليف عدي المختار واخراج محمد عطية ومسرحية ( في انتظار حمد ) اعداد واخراج عدي المختار قدمت في مهرجان ايام عراقية مسرحية في بغداد ,و اوبريت ( عطش وسيوف ) كتابة الشاعر محمد ابو العز واخراج عدي المختار ومسرحية ( فوبيانو) تاليف واخراج عدي المختار والكثير الكثير من الاعمال المسرحية ,فضلا عن اقامة مهرجان القمة لتكريم مبدعي ميسان بدورتين خلال عام 2015- 2016 وكذلك اسسنا لمهرجان مونودراما الكبار ونستعد لدورته الثانية ومونودراما الاطفال ونستعد لدورته الاولى .
*تستعدون لاقامة مهرجان المونودراما للطفل.. لماذا الطفل؟ أليس من الصعوبة ان يقام مثل هكذا مهرجان..؟
– مذ شرعنا بتجسيد الفكرة الى افعال وخطط وبرامج ونحن نعرف ما نقصده من مهرجان مونودراما الطفل الذي سيفتتح بعد شهر رمضان المبارك , المونودراما المقدمة لكبار هي بحد ذاتها تحدي كبير لأي ممثل مسرحي فضلا عن المتلقي ، فكيف ان كانت مونودراما طفل بالتأكيد هي مجازفة وجرأة وخطوة غير مسبوقة ولهذا كان التصميم ان نمضي به لنكون اول من اسس لمثل هكذا مهرجان في العالم كهدف اول ومن ثم تأتي الاهداف الاخرى .
* كم عدد الفرق المشاركة ومن اي محافظة..؟
– كان من المقرر ان يكون المهرجان للفرق المسرحية حصراً ولكن لاهمية المشروع تم تعديل هذه الفقرة ليشمل عدد من المحافظات التي وجدت ادارة المهرجان ان هذه المشاركات تستحق المشاركة وهي نقابة فناني البصرة , وفرقة انكديوا من ذي قار , وفرقة شعبة رعاية الطفولة من كربلاء ,فضلا عن اعمال ميسان وهي محترف ميسان وفرقة المجر المسرحية وفرقة منتدى الاحلام الفني المستقل ,وفرقة المستقبل المسرحية .
* هذا المهرجان يعد الاول في اختصاص المسرح ولم نسمع ان هناك عرضا مسرحيا مونودراميا قدمه طفل..ما مدى تفاؤلكم بنجاح التجربة..؟
– اختيارنا للمونودراما يعني اننا نؤسس لمسرح طفل مسؤول لممثل طفل مسؤول يفهم عالمه وقضاياها مبكراً ليتعامل معها ويواجهها مستقبلاً لان انقطاع الطفل عن عالمه وواقعه ورسم واقع خيالي له من الترف والترفيه قد يوقعه فيما بعد بمرحلة المراهقة بالضياع وعدم الرؤية مما ينعكس على شخصيته ودوره في المجتمع لذا فهي محاولة مسرحية لخلق جيل بطريقة ونفسية اكثر واقعية سعيا لبناء جيل جديد بالمسرح ودخول الطفل المهتم بالمسرح مبكراً للمونودراما بكل ماتحملة المونودراما من فهم واعي للنص واحساس وتقنية صوت وحركة سينتج عنه ولادة جيل مسرحي متطور منذ نعومة اظفاره مما سينعكس مستقبلاً على مسيرة المسرح العراقي لوجود مثل هكذا طاقات مســــــــرحية متطورة وهمنا هو الابتعاد عن التعقيد والتهويل التقني والاداء المسرحي المصطنع وابقاء العمل المونودرامي للطفل ضمن عالمه ووفق السهل الممتنع بلا تعقيدات ، الا ان كانت وفق رؤى اخراجية تبرر ذلك وبالتالي سنحقق عمل مونودراميا للطفل مسؤول لكن ضمن عالمه البسيط.
*انتم وضعتم شرطا ان يكون النص عراقيا حصرا..لماذا؟
– نعم حرصنا ان يكون النص عراقياً لتشجيع الكتاب العراقيين على دخول هذا العالم الجديد لكتابة نصوصو طفولة يتحدث فيها الطفل عن عالمه وبيئته وكيف يرى العالم من حوله ، فضلا عن انها التجربة الاولى ولكي نستفاد من الاخطاء والانطلاق لا قامة مهرجان عربي لاحقا في السنوات القادمة وان لا يتجاوز عمر ممثل العمل المسرحي عن 16 سنة وهو العمل الادراكي لمرحلة الطفولة القريبة من المراهقة.
* ما هي الجهات التي قدمت الدعم لكم في مهرجان مونودراما الطفل؟
– وسط التقشف الذي يضرب البلاد لا دعم حقيقي لهكذا مشاريع الا ان هذا المهرجان سيكون برعاية احد فصائل الحشد الذي يقاتل داعش ويحارب الظلام في دعم هكذا نشاطات وهو الاعلام المركزي للمقاومة الاسلامية حركة انصار الله الاوفياء في العراق هم رعاة هذا المهرجان وهي التفاتة كبيرة من فصيل منهمك بالحرب ضد داعش ويدعم هكذا مهرجان فهو وعي وطني من قبلهم .
* لم نجد اهتماما من وسائل الاعلام لمثل هكذا افكار ونعني مونودراما الطفل..برأيكم لماذا تغيب وسائل الاعلام عن تسليط الضوء على النشاطات الفنية؟
– نحن في وطن مطرد الحي فيه لا تطرب لو كان هذا مشروعاً خليجياً ستجد منظري المسرح العراقي يتهافتون للكتابة عنه لذلك الاعلام الرسمي منهمك بالحرب ضد داعش وكتاب ومنظري المسرح منشغلين بالتجارب العربية وكل كلمة ومشروع خليجي فبالتاكيد سيغيب الدعم وتسليط الضوء على هكذا مشاريع وانتم رايتم في الدورة الاولى لمهرجان محترف ميسان المسرحي لمونودراما الكبار العام الماضي لم تحضر وسائل الاعلام ولا المختصين لحفل الافتتاح والعروض والختام ومع هذا المهرجان نجح نجاحاً كبيرا وها نحن نحضر للنسخة العربية الثانية ,فان كان مسرح الكبار مهمل فهل تعتقد ان مسرح الطفولة وهذه التجارب ستجد صدى لديهم ؟ بالتاكيد لا !
*ما مشروعكم المقبل..؟
– انهينا كافة الاستعدادات للنسخة الاولى لمهرجان محترف ميسان المسرحي لمونودراما الطفل وبعدها نستعد للنسخة العربية الثانية لمهرجان محترف ميسان المسرحي لمونودراما الكبار نهاية العام الحالي ,فضلا عن جلسات احتفاء وورشات عمل ,مشاريعنا كثيرة رغم قلة الناصر والمعين وسنحقق احلامنا طالما نحن مؤمنين بها وذلك بهمة احبتي في الهيئة الادارية لمحترف ميسان المسرحي .
—