جوقة من وجوه لا تعرفها
بيانو وحيد وقيثارة بأنامل عازف باهت المشاعر
رائحة الفلامنكو في كل مكان .. لكن
لا أحد يعانق المسرح للرقص ..
مقهى اسباني ولا أحد من برشلونه أو خيخون يزوره
لا شيء يذكرها بليالي إشبيليه هنا سوى الديكور الأندلسي ولوحات البلازا نويفا وأثاث الجورجيت النبيذي..
فنجان التوفي الإسباني على الطاولة ترافقه صحيفة ماركا الشهيرة
في انتظارها .. لكنها منشغلة
لا تعرف أن تفعل شيئا عندما تصغي إلى الموسيقى
وموسيقى هذا الكافي تأتي دائما على شكل تنهيدات حزينة
بعد يوم من رحيلك .. في السابعة عشر من أيلول .. عادت للكافي وللموسيقى ..
لا تفكر في أن تكون سعيدة من دونك.. الموسيقى لا نسمعها عند الفرح
بل نلجأ إليها في أقسى أوجاعنا
لتصرخ بدلا عنا..
لا جار في الطاولة المحاذية
توفي بلا سكر
تبغ ألتاديس دون قداحة
ومقهى بلا روح
وجسدها هنا وفكرها وقلبها في التيه ..
عشر دقائق بعد الثانية مرت كعشر أيام دون اللــيبرو المفضل لديها
دقائق مملة لم تحمل جميلا باستثناء ابتسامة النادلة استيرلا ..
وما فائدة الثغر دون غمازة _تهمهم في نفسها_
فنجان التوفي تأثر ببرودة المكان، لم تعد تحتاج منه رشفة
تخطف منديلا ناصعا
تمسح الكحل المندلق على وجنتيها من نواح الشوق،
وبخطى رزينة ترحل وقت الزلف،
وكأنها لن تأتي بعد هذه المرة…
—