عبد اللطيف رعري :
دلونِي على سواد الحائطِ.
دلوني…
فموسمُ الندامة آتٍ
من شرق نائمٍ…
من غرب ظالمٍ…
يحمل شؤم الانباء ….
عن الشجر….
والحجر…
فضيحة تلو فضيحة والكل كفر…
ووجوهكم لسواد الحائط
لا همس ولا نظر
بالقبح تتعفن النطيحة
وتنتهي المواسم بالبكاء ….
دلوني على النهر الخالد ….
هو الوحيد يشتهي تمردي ويعشق حماسي….
ويخمد جمرتي الحارقة
دلوني
فدمعتي لدموعكم حتى الأرض
وغربتي لغربتكم بالطُولِ بالعرضِ
دللوا أغراضكُم
فعلى من تنزل الندامة؟
هدهدوا بشرف القبيلة فعمر الشهيد شهامة
إزرعوا أمام عيون أعدائكم القتامة والقتامة
شدوا حبالكم بمؤخراتهم
وهرولوا وسط الحي القديم…..
وارسموا رموزًا ….
وارسموا علامة
دلوني على غضب عارمٍ
مرشوش بزهر الرمان …
بالحبق بالزعتر بالريحان
منفوش بِطلاءِ الحناء … ورائحة الجنة
وحدُ الاملِ بسمةٌ خالدةٌ في الانتظار
قرب الحلم
ستجدونني واقفاً أهدُّ محراب الصمت
أرسم أقواس قزح
مخَافَة تلفِ الألوان …
أعيدُ بنظرتِي ردح الألفة التّي تتعثرُ العودة
قرب الحلم ..
سأنشرُ أعواد َالثقَاب يمينًاً
وكُتبي وذكرَياتي يَسارًا
وأصالحني بالماء …
وارَاقصُ النار أكثرَ من شُعلة
وأرحمُ سقطةَ الجريحِ على ترابِ الموتى غدرًاً
دلُونِي علُى اللَّيلِ …
لأقرعَ صَخرة َالمُحالِ بوتر القلبِ ..
دلُونِي علَى دهَاليزِ القُبورِ لاستَحمَ بِرمَادِ العظام
وأنهشُ اللّونَ الغامقَ بشَوكة الكُره
وأتمرغ بسذاجة الأولياء في هُدوءِ السّماءِ
وأغمسُ قوالب المنطقِ في وِعاءِ العلم
كما الفلاسِفة يتمنطقون
كما السُفهاء يهزؤون
لَرُبَّ المانحُ ليُسرَاي يَهبُني حِيَّل
غلق الاثقاب الملعونة …
ورَكنِ المُعصْياتِ علَى أعتابِ الأمدِ الخافتِ
فلقاءُ الروحِ حتميٌّ رغْمَ أفُولِ الضياءِ.
ونأي السّماءِ…
واحتمالِ البَقاءِ …
وهذيان جسدِي سيَقينِي لسَعات مَا أنا فيهِ مِن وَجلٍ
ما أنا فيه مِن عَجلٍ
ما أنا فيه ممّا لا أشتهيه
فأمسدُ ظهرَ الأفعَى التِّي سقتْ رياضَ العبثِ
بِمرئياتِ جُنوني وغضَبِ أهل الحَالِ…
فمن أغضب الله فقد أغضب الله
ومن أغضب مُبشّرًا بالثورة
فقد أغضب الله أيضا …
دلوني …دلوني
سيقتلني غضبي ويدفنُ العُصاة سِري معِي
فما عادت لنا مع الهمس ذكريات
لملء المزهريات
ولا لنا في العشق أولوياتٍ
لنبكِي أطلالنا الحزينة …
سواد الحائطِ سوادنا
وذاك الخوف منّا فصرْناهُ
قَمحِيةٌ تلكَ الافاعِي علَى سَطحِ الرمالِ
فمن يجلبُها السمُومَ
تغازلُ ظل اللاشيئ
فلا يسقُطُ فِي الوهمُ إلا رُعاع الضّجرِ
فلا هِي الأشجارُ رَسمٌ على الصّدرِ
ولا هِي الأزهارُ نجمٌ تعوم بالنَّهرِ
نكبةٌ كلُنا نعُدها رقمٌ
وجوهر الزاد خليطٌ
فلا نسكب دمائنا في الطريق
النهر يحتضر ….
وساعاتي ملكي حتى يجف ….
وللسراب ما تبقى من الألم…
دلوني بعيونكم
دلوني بقلوبكم
دلوني بما اوتيتم من قوة ….
دلوني بقول آمين
فسلامي لكل الآمنين
وسلامي للشهداء والقادمين
أقول قولي هذا واستبشر كم ثورة.
—–