عائشة المؤدب/ تونس :
تفاحةٌ جذلى تتأرجَحُ على غُصنِها، كانت تستعيدُ مشهدًا دراميًّا من فضيحةِ آدمَ في الجنّةِ، تَلوَّنتْ رائحتُها بصورٍ محفِّزةٍ فطافتْ بهَا الحكايةُ حَولَ فِكْرَةِ الخلودِ.
صُدفةً، كان النّسيمُ مارّا بين مناكبِ الشّجرةِ المثقَّلةِ بِروائحِ الفردوسِ يدندن، حين استنشقَ العطرَ الشهيَّ للتفّاحةِ اللّعوب اعتلّ وترنّحَ، تَمالكَ نَفْسَهُ من غمْرَةِ الموقفِ واستجمعَ لواقحَهُ وهبَّ على الشّجرة يَرُجّهَا، فزعتِ التّفّاحَةُ وَهوَ يَغْمُرُهَا بنفخةٍ أعتقتْها من أرجوحتِها، حلّقَتْ كحُلْمٍ شارِدٍ فاشْرَأبّتْ لَهَا الأرضِ تشدّها إلَيْهَا وتُحْكِمُ وِثَاقَها، شهقتِ التّفاحَةُ وهي تخرُجُ من جنّتها وتَهْوِي كالشّاقولِ حتّى كادَ يَغْشاهَا الدّوارُ، في ظلِّ الشّجرةِ كانَ رَجُلٌ يغفُو حالمًا بفاكهةٍ معلّقةٍ، التّفّاحةُ تهْوِي، تهْذِي بسرِّ آدَمَ في الجنّةِ، تَرْتَطمُ برأسِ الرّجُلِ الحالمِ، يَصحو مذعورًا، يرْتَعشُ ثمّ ينْتعَشَ حينَ يستنشِقُ التّفّاحةَ يكتشفُ أخيرًا سرَّ الجاذبيَّةِ.
—