لؤى ولد صغير .. يعيش فى الصحراء .. مع أبيه .. الشيخ العالم العجوز .. إبن البادية .. فى قبيلته الكبيرة .. بنى اللؤيات
لؤى كان يلعب .. مع الأغنام فى الصحراء .. ينادى عليها .. ويختبىء مبتسما .. ثم يطاردها بالعصا ضاحكا .. وهم يهربون منه .. مرحين فى سعادة
فى أحد الأيام .. وقت الظهيرة .. كانت هناك سحابة صغيرة مسحورة .. تروح وتغدو فوقه .. وهو مستلقى أسفل النخلة .. وقد ذهب فى نوم عميق
هبطت السحابة إلى جواره .. وقد تحولت إلى مخلوق طيب مسحور .. يشبه أبيه العالم العجوز .. نادت عليه حتى يستيقظ .. وقالت له
يا لؤى يا صغيرى .. يا رحالة الصحراء
فإستيقظ لؤى .. ونظر إلي المخلوق .. فى إندهاش .. وبعد أن أدرك أنه .. مخلوق من عالم مسحور .. لكن مخلوق طيب .. لا يود ايذاءه
قال المخلوق للؤى .. أن التاريخ .. قد إختاره .. من وسط أطفال البادية .. لأن يصبح من الرحالة .. يطوف بين البلدان .. ويدون كل ما يراه .. من تاريخ ونوادر وأخبار .. تلك البلاد
وبعد أن غادره المخلوق .. قرر لؤى بالفعل .. أن يلبى نداء التاريخ .. فودع أبيه .. و عائلته وباديته .. وركب جمله .. سفينة الصحراء .. بعد أن أخذ أقلامه وأوراقه .. وإنطلق مسافرا فى البلاد .. يدون كل ما يراه من أخبار
ففى الأعوام الأولى .. من رحلاته .. زار كل بلاد .. قارة آسيا .. وكتب عن أخبارها وقصصها .. وقابل السندباد البحرى .. صاحب الرحلات السبعة .. وركب معه فى سفنه
وفى الأعوام التالية .. من رحلاته .. زار كل بلاد .. قارة أوربا .. وكتب عن نوادرها وحكاياتها .. وقابل أوديسيوس .. صاحب ملحمتى .. الإلياذة والأوديسة .. وصعد حصان طروادة .. وركب معه البحر الكبير
وفى الأعوام الأخيرة .. من رحلاته .. زار كل بلاد .. قارة إفريقيا .. وكتب عن قصصها وأخبارها .. وقابل أبو الهول .. القابع فى صحراء مصر .. الذى شيده الفراعنة .. أصحاب الحضارة القديمة .. وسار معه .. فى نهر النيل .. على مراكب الشمس .. المصنوعة من ورق البردى
وظل لؤى .. طوال سنوات وسنوات طويلة .. يسجل أخبار البلاد البعيدة .. حتى إنتهى من كتابه .. (رحلات لؤى إبن البادية) .. فى منتصف عمره الطويل .. وعاد إلى قبيلته فى الصحراء .. وهو رجل كبير .. فصار العلامة لؤى .. مؤرخ البلدان .. وإبن الصحراء
—-