بدايته البسيطة كانت ترسم مشوار شاعر ولد في بيئة عرفت بالبساطة والعفوية . مسخراً كلماته التي سطرها على الاوراق التي اعتاد ان يحملها في جيبه بطريقة انتقادية وهزلية تدعو الى لفت الانظار حول التقصير في موضوعات خدمية تهم واقع المواطن ..فتجده تارة ينتقد الكهرباء وتارة اخرى مواد البطاقة التموينية والغذائية. ليعيش بين اوجاع الكلمة والواقع الذي يمر به المواطن من معاناة يومية تخالط هموم الوطن ايام الحصار او المرحلة التي تلت عام 2003 .
رياض الوادي كتب هذا النوع من الشعر لا للبحث عن الشهرة او المجد. فلغته البسيطة والسلسة وتناوله للمفردات الشعبية باللهجة الدارجة هي من جعلت جمهوره يتأثر بما يكتب. حتى تعدت اشعاره النطاق المحلي مغازلاً الواقع العربي الذي يشبه الى حد كبير الظروف التي مر بها العراق. فكانت اطلالته في برامج عربية شهيرة راسخة الى الان وتحظى بمشاهدات كبيرة على شبكة الانترنت. ولعل استضافته في برنامج ( شاعر المليون) عام 2013 كانت انتقالة حقيقة له، اثبتت ان حروفه البسيطة طرقت مسامع الجمهور العربي ليرد على آراء الكثير من المشككين بالرسالة التي كانت تحملها عشرات القصائد والاشعار التي كتبها خلال السنوات الاخيرة.
لم يكتف الوادي خلال مسيرته مع الشعر الشعبي بالانتقاد للواقع بطريقة ساخرة، بل كان حاضراً ومسانداً الوطن بكلماته في الكثير من المواقف ومنها تلك القصائد التي كتبها عن التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش بطريقة ساخرة اخزتهم وكشفت زيف معتقداتهم .كما ظهر الوادي في برامج ومسلسلات عديدة تنتقد التطرف والارهاب واشهرها كان مسلسل ( دولة الخرافة ) الذي انتقد فيه بشدة تنظيم داعش الارهابي وطريقة استمالة الشباب وتحريضهم على الانتماء للتنظيم ، وتدخلاتهم اليومية في حياة الناس خلال فترة احتلال الموصل.
قصائد الشاعر رياض الوادي لم تترك مفصلاً من مفاصل المجتمع الاقتصادية اوالسياسية اوالاجتماعية او الرياضية الا وتناولته. ولن انسى حضوره الكبير في قصيدة كتبها مادحاً فيها المدرب البرازيلي فييرا الذي حقق مع منتخبنا الوطني لكرة القدم اول انجاز اسيوي بعد الحصول على كأس اسيا عام 2007.
فكانت تلك القصيدة من اهم القصائد التي عرفها جمهوره وسمع بها المدرب فييرا شاكراً الشاعر رياض الوادي على هذه القصيدة التي اعجبت لغتها البسيطة وانتقاء مفرداتها كل من سمعها.
غادر شاعرنا الوادي الى رب رحيم تاركاً وراءه قصائد شعبية بسيطة تذوقها الجمهور وتفاعل معها بشكل كبير. فهل ياترى سمع فييرا بموت الوادي؟. وهل ستنجب لنا الساحة الشعرية شاعراً شعبياً بهذه الروح الفكاهية التي كان يحملها المرحوم رياض الوادي؟.
الحياة ستستمر وننتظر ان تلد لنا الظروف شعراء اخرين يختطون هذا الطريق علهم يكتبون في قضايا لم ترى الحسم الى يومنا هذا.. فازمة الكهرباء لم تنتهي والمواد التموينية لم تتحسن!!.