بعدسة الفنان: مايكل العمش:
عمان- الأردن: أشهرت الجامعة الأردنيّة “أدركها النّسيان” والمجموعة القصصيّة “أكاذيب النّساء” للأديبة د.سناء الشعلان؛ إذ احتضنت شعبة تعليم العربية لغير النّاطقين بها في مركز اللّغات في الجامعة الأردنيّة هذا الإشهار الذي عُقدت على هامشه ندوة أدبيّة عن هذين المنجزين الأدبيين اللذين يُضافا إلى رصيد إبداعيّ كبير للشّعلان يصل إلى نحو 58 عمل إبداعيّ ونقديّ، فضلاً عن الكثير من الدّراسات والمقالات والأبحاث المنشورة.
وقد قدّمت د.فاطمة العمري الأديبة الشّعلان في حفل الإشهار؛ إذ عرّجت على منجزها الإبداعيّ والنّقديّ والأكاديميّ، فضلاً عن أنّها قدّمت تصوّراً نقديّاً لمنطلقات التّشكيل والرّؤية في العملين الأدبيين المشهرين، وأشارت إلى اللّحمة الفكريّة والبنائيّة التي تجمعهما على الرّغم من اختلاف الجنس الأدبيّ الذي ينتمي كلّ منهما إليه، كما توقّفت عند جماليات الاشتغال في هذين العملين، وإسقاطاتهما وإحالاتهما بما فيهما من نظرة إنسانيّة تعني أزمات الإنسان في كلّ مكان وزمان، على الرّغم من خصوصيّة التّوقّف عند معاناة الفرد المأسور لعوالمه بما فيها من إكراهات وقهر وظلم.
ويُذكر أنّ رواية “أدركها النّسيان” قد صدرتْ في العاصمة الأردنية عمان عن أمواج للنّشر والتّوزيع، وهي الرّواية الرّابعة لها بعد روايتي “أعشقني” و”السّقوط في الشّمس” اللتين صدرتا في عدّة طبعات، ورواية “أصدقاء ديمة” التي ستصدر في طبعتها الأولى عن جائزة كتارا القطريّة في شهر أكتوبر من هذا العام. وهي رواية ملحميّة متداخلة الأزمان والأماكن ضمن بنى سرديّة متداخلة؛ فهي مزيج متجانس ومتداخل من رواية وسيرة ونصوص نثريّة ونصوص شعريّة مساندة، وهي تُروى على لسان أكثر من راوٍ، حيث هناك الرّاوي العليم الذي يروي من زاوية الحدث المتسلسل إلى جانب الرّاوية الجزئيّة “باربرا” التي تقوم بدور سردي للراوي العليم في هذه الوظيفة، أمّا الرّاوي البطل “الضّحّاك” والرّاوية البطلة “بهاء”، فهما يتناوبان على لعب السّرد ضمن أزمان متداخلة.
أمّا المجموعة القصصيّة “أكاذيب النّساء”، فهي المجموعة القصصيّة الـ 16 للأديبة الشّعلان، فضلاً عن مشاركتها في خمس مجموعات قصصيّة مشتركة مع أدباء عرب، وهي صادرة عن دار أمواج للنشر والتوزيع، وتقع في 214 صفحة من القطع المتوسّط، وتنتظم في وحدة موضوع واحدة، وهي عرض ثنائيّة الصّدق والكذب في مجتمعات متساقطة متهاوية تدين للكذب والكاذبين، وتحارب الصّدق والصّادقين.
وتتكوّن هذه المجموعة القصصيّة من خمس عشرة قصّة قصيرة، وهي تحمل على التّوالي العناوين التالية: مولانا الكذب، وأكاذيب النّساء، وأكاذيب العدالة، وأكاذيب مباحة، وتخريصات، وصهوات الكذب، وأفراح التّدليس ومصارع الصّادقين، ويوم صادق مؤسف جدّاً، وكاذبون بمنتهى الصّدق، جارتنا أم الخير، روايات موضوعة، أكاذيب الوسط، وتضارب أقوال، وألف كذبة وكذبة.
وقد أدارت د. فاطمة العمري حواراً مطوّلاً بين الشّعلان والحاضرين حول عمليهما الإبداعيين المشهرين في الحفل، إذ طُرحت فيه الكثير من القضايا الفكريّة والبنائيّة في هذين العملين انطلاقاً من وعي الكاتبة وخصوصيّة تشكيلها لرؤيتها الإبداعيّة في منتجها الإبداعيّ، وقد أشارت الشّعلان إلى أنّها معنية في أدبها بطرح قضايا الإنسان ومالآت وجوده وحياته وسعيه في خضم شبكة معقّدة من تفاصيل الحياة والصّراع والاستلاب التي يعيشها بغض النّظر عن تفاصيل المكان أو الزّمان؛ إذ هما يغداون دون قيمة في إزاء وجع التّجربة الإنسانيّة ذاتها؛ لأنّها معنيّة بأن يكون أدبها سِفْراً للأوطان والشّعوب وحيواتها ومآلاتها دون تعين تجربة بعينها.