*:أن الخط العربي،من الفنون الجميلة،وهو الفن ألأول بالنسبة للفنون ألأسلامية،وله تنويعاته ألأبداعية،منذأول العهود ألأسلامية. فكان في زمن الدولة الراشدية،قد أخذ عدة تسميات منها:الخط المكي،والخط الحجازي والخط المدني وغير ذلك، وكان الخط الكوفي نسبة الى مدينة الكوفة من أهم هذه ألأنواع ، لما يحتويه من قوة جمالية هائلة،ألأمر الذي جعل الخطاطين ينجذبون أليه،ويخطون به المصاحف، ومنها مصحف ألأمام على عليه السلام،ومنها أصبح للخط الكوفي، تسمية أضافية وهي الخط المصحفي،أوكوفي المصاحف،وكذلك له تسمية أخرى،جاءت لاحقا،وهي(كوفي القرن ألأول) وتلاحظ هنا ان هذه التسمية تقترن بزمن معين.
*لم يتجمد الخط العربي ضمن نوع واحد، حيث أنتشر بعد ذلك نوع آخر، مع ظهور الدولة ألأموية، ظهر خط جديد أسمه (الطومار)ونصف الطومار وخط الثلثين ، وخط العنبار، وتلاحظ انه مع كل تغيرات في نظام الحكم،يظهر أبدع فني أضافي،مع ظهور الدولة العباسية،خط الثلث كنوع له قواعده وأصوله، وكذلك خط النسخ والركاع والمسلسل وغير ذلك من أنواع الخطوط اللينة.
*نعم ..من الطبيعي ان يشتهر هذا الخطاط أو ذاك لأن تفوق في أبداعه على ألأخرين ،حيث ظهر أول مهندس لهذا النوع هو الخطاط(أبن مقلة) وبعده جاء(أبن البواب)، المعروف بالخطاط
البغدادي،وبعدهما جاء الخطاط (ياقوت المستعصمي )،الذي أبدع كثيرا،في هذا الفن …ثم ظهرت القفزة الكبرى بالنسبة للخط ،في أثناء الحكم العثماني،حيث ظهر خطاطون أتراك
عمالقة،منهم الخطاط: عثمان الذي كتب مصحفا بخط النسخ،وبعده(حمد الله ألأماسي) و(مصطفى الراقم )، الذي يعتبر من أشهر الخطاطين ،الذي رسموا الحرف بشكله الجميل
وضبطه للقواعد المعروفة حاليا،التى مازال الخطاطون يسيرون على نهجها.
*من المؤكد ذلك…لقد ظهر خطاطون في البلاد العربية وألأسلامية،خطاطون أصبحوا أساتذة في الخط،بل هم مدرسة خطية قائمة بحد ذاتها منهم..الخطاط الكبير الراحل (هاشم محمد البغدادي) وذلك الخطاط المصري (سيد أبراهيم) و(محمد أبراهيم) والخطاط(حسني) وغيرهم….
*بالعكس..أرى على الخطاط،أن يستفيد من تقنية الحاسوب، وغيرها من التقنيات العالية،لايوجد أي ضرر على الخط العربي،فألأسلوب الجديد، والحرف الجديد في الخط هو للأعلان التجاري،وينفذ بالشكل العام بواسطة ألألة الحاسبة,,وأن دل ذلك على شىء فأنما يدل على وجود خزين هائل وأمكانية فنية مرنة في الحرف العربي فهو ليس حرفا جامدا،بل هو يحتوي على طاقة عالية،تجعله مصاحبا للمتغيرات الجديدة،وتلاحظ أن صورة الحرف العربي ،الذي أنتشر منذ أربعة عشر قرنا،له من المقدرة، والطاقة ،تجعله متساوقا مع متطلبات العصر الجديدة .
*تستطيع ان تلاحظ ذلك بنفسك شخصيا ، ان الخط العربي ينتشر أكثر وأكثر ،تشهد على ذلك معارض الخط الدولية والمسابقات ،وأنا شاهد عيان على ذلك واقولها بتواضع بصري
كبير،فقد حصلت على شهادة(اجازة) في الخطوط العربية ،من الخطاط التركي الراحل(حامد ألآمدي) في أستنبول،عام 1974،ومن خلال تشرفيهم لي قبل ضمن اللجنة التحكيمية في عام
ضمن مسابقة الخط ألأن الخط يتألق من خلال نخبة من الخطاطين الجدد لهم قدرات وأمكانيات عالية، في تقديم كل ماهو مبدع ومتميز في الخط،سترى التصرفات ألأبداعية ضمن الخط الكوفي، في تقديم تصاميم كتابية ذات مضمون فني وشكل جميلين، وكذلك في الخطوط ألأخرى مثل الثلث والديواني والتعليق،نرى أعمالا ذات قيمة عالية تضع بصمتها الخاصة على سلم الخط العربي.
*الفرق بين خطاط وخطا ط …هكذا اراه أنا ،وطبعا رؤيتي نتاج خبرتى الشخصية المتواضعة طوال هذا العمر ،حيث تعشقنا أنا والحرف،بشكل لافكاك منه أبدا….
أرى الفرق كالتالي…هناك خطاط له موهبة وقدرات عالية في تنفيذ صورة الحرف بأنواعه العديدة وبالشكل المطلوب، وهذا يدل على سيطرة أنامله عند مسكه لقلم الخط،بدرجة عالية من الضبط والتنفيذ وهو بالتالي يملك خزينا واسعا،يجعله يتصرف في أعماله الخطية نحو خلق الجديد،وأظهار الجميل، وهذا هو مانريده من الخطاط،وهذا يعني اننا امام خطاط ينتج أعمالا خطية أبداعية،تكشف عن أمكانياته في ألأستفادة من طاقات الخط العربي،….هذا الخطاط هو من نطلق عليه (الخطاط الفنان).الخطاط ألأخر،هو خطاط عادي يمكن ان تطلق عليه خطاط حرفي يعرف أساليب الخط الثابتة،ويشتغلق عليها،دون أي أبداع,شخصيا انحاز للخطاط الفنان،هكذا علمتني الحياة،وهذا هو منظوري للخط وللحياة التي تتطلب من ألأنسان ألأبداع وألأضافة بكل طاقته،ولايمكن ان تكون هناك أضافة أبداعية دون معرفة ألأوليات ،ودراستها،حتى تكونألأضافة ألأبداعية واعية.
*في الأجابة ألأخيرة،تداعت ذاكرتي الى رواية أورهان باموق(أسمي أحمر)والصراع الحاد بين الجديد والقديم في الرسم،وتساءلت اين أدبنا العراقي من هذه المهيمنة الغائبة في قصصنا القصيرة وفي رواياتنا؟
– الخطاط الكبير عبدالكريم الرمضان
في سطور:
*مدرس ورئيس قسم الخط العربي والزخرفة في معهد الفنون الجميلة بالبصرة سابقا
*حاصل على شهادة (اجازة) في الخطوط العربية، من الخطاط التركي الراحل حامد آلآمدي، في أستنبول بتركيا عام 1974
*أقام خمسة معارض شخصية داخل العراق في مجال
الخط والرسم.
*مشارك دائم في معارض نقابة الفنانين في البصرة وبغداد،وجمعية التشكيلين العراقين في مجال الرسم والخط.
*حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية
داخل العراق وخارجه منذ 1970 ولحد لأن
*مصمم للعديد من الكتب العلمية والتاريخية وألأدبية
*يعتبرمن الرواد في الخط العربي،في مهرجان بغداد
العالمي للخط العربي والزخرفة ألأسلامية.
*مشارك دائم في معرض ملتقى الشارقة لفن الخط العربي الذي يقام كل سنتين، وآخرها المعرض القادم
الذي سيقام في نيسان من هذا العام.
الله يطيل بعمراستاذي المبدع والمتالق الاستاذعبدالكريم الرمضان الحمدلله الذي جعلنانتتلمذعلى يديه في الثمانينات وقدادى رسالته باخلاص وندعواه بطول العمر