سمية المشتت :
أَهٍ لِذِكْرِأَلْطَفِّ عَيْنِيٍّ تُدَمِّعُ
سِبْطُ النَّبِيِّ وَقَدْ عَصَاهُ الخُلَّعُ.
هوذا الحُسَيْنُ وَآلُه وَسْطَ العَرا.
عَطْشَى تَمُوتُ وَيَحتويها البلقعُ.
تَشْكُو مِنْ الرمضاء ِفِي كَنَفِ العدا.
وَالخَيْلُ تَصْهَلُ وَالفَوَارِسُ تَمَنعُ.
وَالمَاءُ فِي نَهْرِ الْفُرَّاتِ مُرَقْرَقٌ.
وَابنُ السَفيهِ عَلَى الشَواطي يَقْبَعُ.
حَتَّى مَتَى العَبَّاسُ للماء انبرى
يَأْتِي بِهِ نَحْوَ النِّسَاءِ فيمنَعُ
أَرْدُوهُ مِنْ حِقْدِ النِّصَالِ وَلُؤْمِهَا.
وَالمَاءُ حُزْناً بالأسى يَتَذَرَّعُ
حَيَّاكَ رَبُكَ يَا حُسَيْنُ ، هِيَ الوغى.
لِقِتَالِ مَنْ شَحَذُوا السُّيُوفَ وَلَمَّعُوا.
نَادَى وصوتٌ فِي السَّمَاءِ مُؤَذِّنٌ.
يُلْقِي السِّهَامَ وَمَنْ لَهَا يَتَزَعْزَعُ.
إِنْ كَانَ دِينُكَ يَا مُحَمَّدُ عَاثِرًا.
يَحْمِيه سَيْفِي وَالخَلِيقَةُ تَسْمَعُ.
وَيَذُودُ عَنْ حَرَمِ الرَّسُولِ وَأَهْلِهِ.
وَالكَافِرُونَ عَلَى الشَّرِيعَةِ شَرَّعُوا
.
قُتِلَ الحُسَيْن وَمِنْ سَيَأْتِي بَعْدَهِ.
حَتَّى الرَّضِيعُ بِسَهْمِهِمْ قُدْ أَرْضَعُوا.
كَذَبُوا وَقَالُوا إِنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا.
وَالِدِينَ عَنْهُمْ سَيِّدِي يَتَرَفَّعُ.
وَيُدَاسُ سِبْطُ نَبِيِّنَا بِحَوَافِرٍ.
وَالمُؤَمِّنُونَ رؤؤسهمْ تَتَقَطَّعُ
أَعْضَاؤُهُ سُحِقْتَ وَحُزَّ بنَحْرِهُ.
هِيَ كَالعِظَامِ وَقَدْ بَكَتْهَا الأَضْلُعُ
وَيْلُي عَلَى رَأْسِ الحُسَيْنِ وَنُورِهِ.
فَوْقَ الرُّمَاحِ مِنْ الجَبَانَةِ يُرَفِّعُ.
ذِكْرَاكَ وَالشَّهْرُ الحَرَامُ مَحْرَمٌ.
تَأْتِي الجُمُوعُ إِلَى مَقَامِكِ تَخْشَعُ
يَا سَيِّدِي نَفْدِيكَ أَنْتَ إمَامُنَا.
حَتَّى الدُّعَاءُ غَدًا لِأُسَمِكَ مَطْلَعُ.
أَكْرَمُ بجودكَ يَا حُسَيْن حُشاشتي.
مَنْ ليْ سِواكَ بيومٍ حَشْرٍ يَشْفَعُ
هَا قَدْ أَتَيْتُ إلى ضَريحِكَ سَيدي.
والروحُ منِّي بالأسى تتَوَّجَعُ.
دَمْعِي يُسَيِّلُ فَهَلْ سَتَشْفِى مُقْلَتِي.
لَبَّيْكَ أُصَرِّخُ وَالشَّهَادَةُ أَنْفَعُ.
أَنْتَ الحَبِيبُ وَأَنْتَ سَيِّدُ جَنَّةٍ.
قدْ جِئْتُ منْ وَلهي ورُوحِيٌّ تطْمَعُ.
رُحْمَاكَ رَبِّي فِي تِلَاوَةِ آيَةٍ.
في ذِكْرها أحزاننا تتقشّعُ
ياطفُ أَرْضُكَ قَدْ رواها باسلٌ
بِدَمِ الشَّهَادَةِ مِنْ نَقَائِهِ يَنْصَعُ.
اليَوْمَ مِثْلُ غدٍ وكلٌّ عاشرٌ
ذِكْرَاكَ تُزْهِرُ فِي النُّفُوسِ وتَينَعُ