ورقة مشاركة، في تأبينية اتحاد أدباء البصرة ،للروائي إسماعيل فهد إسماعيل/ 28/9/ 2019
حين تستهوينا كتابات أحدَ الأدباء.. تنحتُ مخليتُنا تمثالا ذهبيا له.
لكن حين في محفل أدبي نلقاه، يكون اللقاء بمثابة تلقي الصدمة فيتهشم التمثال بلحظة ٍ.لكن إسماعيل فهد إسماعيل.. .. كان حقا ذهبيا سردا وسلوكا.
………………….
في يوم ٍ واحدٍ من شتاء 1987 حصلت ُ على روايتين (البحث عن وليد مسعود) جبرا إبراهيم جبرا.. ورواية عنوانها(النيل يجري شمالا)ج1/ البدايات لروائي اسمه إسماعيل فهد إسماعيل، رواية جبرا أشتراها لي شقيقي وليد، ورواية إسماعيل هدية من والدي. وبعد فترة وجيزة اشترى لي..( النيل يجري شمالا) ج2/ النواطير وبعد شهر كانت هدية والدي وهو يعود من بغداد مجموعة كتب منها(النيل الطعم والرائحة) ج3، أنشددت ُ لروايات إسماعيل فهد إسماعيل وتشوّقت للمزيد من كتبه.. وبذل أخي جهدا.. فصار لدي في مكتبتي( كانت السماء زرقاء/ المستنقعات الضوئية/ الحبل/ الضفاف الأخرى)…
بعد 2003 حاولتُ ونجحتُ نوعا ما في الحصول على بعض رواياته.. لكن سباعياته( إحداثيات زمن العزلة) لم أكمل الجزء الاول…
في المرابد الأخيرة حظيتُ بدقائق من وقته.. وأهداني بعض رواياته.. لمست ُ فيه الطيبة والتواضع وحب الاصغاء لأسئلتي
معه حول مسيرته الأدبية الغزيرة التي جعلت منه علما من أعلام الحداثة في الرواية العربية…
هذا الأمر شجعني فسلمتهُ مخطوطة روايتي (كائنات البن) سلمتُها بيدين مرتجفتين ونبض ُ متسارع.. وسرعان ما انسحبت من صالة شيراتون حيث كان جالسا.. واندسست في قاعة الشعر لكن توجساتي خارج القاعة وتحديدا كيف يتلقى روائي كبير مثل اسماعيل تجربة روائية، من قبل شاعرة لها تجربتها الشعرية المتجسدة في دواوينها وتجربتها الأولى في كتابة رواية.. واستمرت توجساتي وقلقي وخوفي، وللتناسي أزحتُ مشهدَ صالة شيراتون وأنا اسلّم مخطوطة روايتي للروائي الكبير..
……………………………………………………
بعد أسبوعين على (إيميلي): البريد الاكتروني، رسالة منه..
كما انه أرسل لي مع المخطوطة هذه الكلمات عن روايتي
(هناك حكايا ساحرة تبقى متوارية في ثنايا نص(كائنات البن)
جراء طغيان ماهو شعري على ماهو سردي،رغم إنحيازي للسرد إلا إني تفاعلت ُ مع النص وشاركت ُ نسوته معاناتهن وخساراتهن.
هناك شفافية رائقة تأخذ بخناق الواحد وهو يتابع قراءة النص)
……………………………………………………..
في كلمات هذا الإنسان الفذ الروائي إسماعيل فهد إسماعيل
أكثر من ثريا تنير لي طريقي الجديد..
……………………..
لم يكن إسماعيل فهد إسماعيل مجرد كاتب روايات، من يتحدث معه ولو لدقائق يشعر بفيوضات إنسانيته، له الكثير من هدوء السبيليات و هو طيب مثلها
طيّب الله ثراه