تلعب الفنون الرقمية في مجال الفن دوراً كبير، فهي فتحت أفاق في مجال الصور والصحافة والمجلات العراقية والامريكية، ودخول البرامج الرقمية في عمل التصميمات والرسم الالكتروني يتح الفرصة للتفكير الابداعي واعطاء طرق جديدة للابتكار والتجريب لما له من أمكانيات في التلوين والرسم والتصميم.
كما تعد الصحافة والمجلات الرقمية احدى نتائج الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم وأدت الى تغير طرق قيامنا بأعمالنا التقليدية كالتجارة الالكترونية والنقل الالكتروني، والصحة الالكترونية وغيرها من مجالات التي تشهد تحولاً جذرياً في القطاع المستهدف.
وفي العراق دخلت الصحافة والمجلات الرقمية بوقت متأخر، فصدرت مئات الصحف والمجلات الالكترونية التابعة للصحف الورقية والفضائيات ووكالات الانباء والاذاعات، اما الصحف الالكترونية الخالصة والتي تنتشر على الانترنيت فقط فهي قليلة جداً لا تتجاوز اصابع اليد مثل صحيفة الحوار المتمدن ، وصحفة صوت العراق وهي صحف تعاني الجمود في التصميم وعدم التنوع في المضامين الاعلامية، ولم تظهر صحيفة ذات قوة شعبية كبيرة مثل صحيفة أيلاف وأسلام اون لاين العربيتين واللتين حققتا شهرة واسعة في الوطن العربي.
كما كان للتطور التكنولوجيا الاوربي تأثيراً كبيراً في العالم العربي عموماً والعراق خصوصاً، وخاصة بعد أن بدأت الصحف والمجلات الرقمية تتجه الى النشر عبر الانترنيت خلال عامين 1994 و 1995 من القرن الماضي .
كما أن الصحافة والمجلات الرقمية في العراق وأوربا حققت أهدافا عديدة باعتبارها احد اشكال الاعلام الالكتروني في توسيع دائرة المحتوى الرقمي بما يدعم التوجهات الاعلامية المرتبطة بالانتماء الوطني وحق الحصول على المعلومات فور ولادتها وحرية التعبير واحترام الرأي الآخر، وتكرس حق كل مواطن في انشاء موقع على شبكة الانترنيت وتحقيق السبق الصحفي المحلي لأي حدث جديد.
الفن الرقمي:
ان التقدم هو الظاهرة المرتبطة بالتكنولوجيا، و تاريخ التكنلوجيا و التقدم باعتبارهما متوازيين(يمثلان حركة التطور التي يشهدها العالم، و يعد الفن الرقمي احد الأمثلة المهمة لهذا التطور التكنولوجي الكبير الذي اخذ يخطوا خطوات كبيرة خاصة في الخمسين عاماً الأخيرة بعد تتويجها بجهاز الحاسوب، و الذي بدوره فتح المجال واسعاً أمام اشد تفاصيل التكنولوجيا صعوبة وأكثرها تعقيد.
يمكن وضع تعريف للفن الرقمي يشمل ما يحتويه هذا المجال من تفاصيل ضمنية جعلت منه مجالاً واسعا و رحباً للتجارب الفنية الحديثة، ذلك بأنه الفن الذي يستخدم الحاسوب في إنتاجه، بذلك فهو تقنية إنتاج فنية قبل أن يكون اتجاهاً أو حركة فنية معاصرة، بدأ الفن الرقمي منذ البدايات الأولى لتطور الجانب الرسومي في الحاسوب، كما دخل الفن الرقمي حيز الفنون التشكيلية مع أول معرض شعبي لفن الحاسوب أقيم في عام 1965 في شتوتغارت ،ألمانيا، و أقيم بعدها في السنة نفسها في معرض (هورد وايز في نيويورك)، كانت هذه الخطوات بدايات ملامسة الحاسوب لأبواب الفن، و بنهاية الستينات اجتاز الفن الرقمي عتبة الانتشار بكافة أنواعه التي نراها اليوم.() حيث يقوم الفنان ومن خلال الحاسوب بالدمج بين تقنيات إنتاج الصورة الرقمية و البرامج المعدة مسبقاً لهذا الغرض، وأجهزة الإدخال و الإخراج، و بتفاعل هذه المفردات مع بعضها يمكن إنتاج عمل فني رقمي متكامل، من حيث الإنتاج و التعديل و الإخراج الفني.
مفهوم الفن الرقمي:
شهدت التسعينيات من القرن العشرين تطوراً تقنياً غير مسبوق في الوسائط الرقمية لدرجة اطلاق مصطلح (الثورة الرقمية) على تلك الحقبة،بالرغم من ظهور التقنيات الرقمية منذ عدة عقود تقرب الستين عاماَ. فتطورت البرامج بشكل سريع، واصبحت في متناول المستهلك والفنان، كما كان لظهور شبكة المعلومات الدولية (Internet) في أواسط التسعينيات وهذا الاتصال الدولي المباشر المتعولم عظيم الاثر في هذا التطورالرقمي.
ولقد كان الفنان دائماَ أول من يعكس ثقافة عصره، فمنذ عدة عقود قبل ثورة التسعينات الرقمية كان الفنان دائم التجريب من خلال الوسائط الرقمية المختلفة واضعاَ الارهاصات لتوظيف هذا المجال في النتاج الفني ،فارضا تقبله في نهاية القرن الماضي من قبل المتاحف وقاعات العرض العامة والخاصة التي بدورها بدأت باقتناء تلك الاعمال وتنظيم المعارض المختلفة للفن الرقمي .
أن الفن الرقمي له ارتباط وثيق بحركات فنية سابقة كالدادا Dada ، والفلوكسوس Fluxus، والفن المفاهمي Conceptual Art ، فاهمية هذه الاتجاهات للفن الرقمي تكمن في تأكيدها على النظم المعلوماتية، وتركيزها على المفهوم، والحدث، والتفاعل والمشاركة من قبل المتلقي، فلقد تم أستخدام الكمبيوتر لخلق أعمال فنية أو اسس لأعمال فنية منذ الستينيات من القرن العشرين في أعمال بعض رواد هذا المجال كجون وبيتي (John Whitney 1917-1996) والذي يعده الكثيرون الأب الروحي للفن الرقمي.
(( الفن الرقمي هو فن ذو قيمة استثنائية ومميزة وان الكمبيوتر كوسيلة فنية انما هو بمثابة اضافة نوعية الى الابدع الفني ))
((كما أن التقدم في الفن هو أحد المعايير الرئيسية التي بواسطتها قياس تقدم مجتمع ما بالاضافة معاييرأخرى كالتقدم العلمي، والتقني، فالعلم قادر على أن يضئ المغارات المظلمة في ذهن الانسان ويساعده بمناهجه على تقبل الجديد في كل شيء))
وعلى الجانب الاخر يمكن القول بأن تلك الابداعات الفنية والتخيلات قد تكون بمثابة نقطة انطلاق وفتح أفاق للعلم، ومع التطور الفني في العصر الحديث حيث تشابكت أطراف الفن مع العلم ،((وأصبح التطوروالتقدم التكنولوجي على درجة متزايدة مما أدى الى ظهور طرق وأساليب جديدة للابداع الفني بفضل التنوع الكبير في التقنيات المستخدمة لاتمام الاعمال الفنية، فهذا التقدم ليس معناه الايمان بألتقدم لمجرد التقدم ،لكنه ألايمان بالقدرة الانسانية على التحسن وايجاز))
——-
(*) رشا شافي عبد السادة: تدريسية في جامعة بابل كلية الفنون الجميلة.