غَمزة منْ عينٍ لا تنام
فجرٌ
يقترب من فوهة الفرنِ
بلسانٍ أطول من ضفيرةِ
رهيبة …
تجلّتْ ملاكًا في سماء اللهِ
فأقسمتْ على حملِ المتاهةِ في صدرٍ ثقِيلٍ
غمْزة لا تهابُ النّار….
ولا تكْشفُ
عن حالِ المُصابِ
وضلالٌ لا تسلكُها الفراشات
إلا حينَ يُهددُ النّهرُ
بالهُروبِ …
وأنا واثقٌ من جُرحي أدوسُ مرُوج النّهارِ
بكعبٍ خشبي
صِلتي بالرُعبِ تأكلُ تموّجِي ..
تهيُّجي…
تدرُّجِي…
بخُروجِي عن طواعيةِ الألفةِ…
لأغالط هندسياتِ القلوبِ الجائعةِ
وارمِي انكساراتِي على حبالٍ من صدى العُمرِ
هذا الزَّمن بِوحشتهِ
وهذه الأطيافُ بمناقيرَ حجَريةٍ
تصنع عمرًا للمزايداتِ
وعُمرًا لقوافل النّملِ
فترشق الجبل حبة تلو حبة
لتسكن المغارات
وهذا أنا أبُو الأشباحِ
شيطانُ العصورِ
برأسٍ من وحلٍ ورمادٍ
لا أخِيفُ سوى الأعشاب
فهل حتفي سيخفي عن الغابة ظلام السماء؟
أم سيتيح للغربانِ ساعة رقصٍ
للعقبانِ حالة قصفٍ…
وللعميانِ بصَّة عمرٍ
أكره الغمز الحارق…
والغمز الذي يطال بُرودَ القلبِ
فلستُ صانع فرحةٍ
حين أتغنى بسذاجة السلاطين
ولا مُدرك لقرحةٍ
حين أغضُ بصري
عن خصرِ
امرأةٍ….
أسقطت بالميالِ المُبالغِ كلَّ المرَاهقينَ
وهي تقتنِي خبزَ الصَّباح
منٍ بقالِ
الحارَة
غمزة تخفي ضوء القُبورِ
لتتركَ للميتِ حظهُ في البُكاءِ
حظهُ في تنهيداتٍ أخيرة
فأم الأفاعي ليست دُميةَ عمياء كما يظنُ النّورسُ الصغيرُ
الغمزة هي غمرَة قشٍّ
في حلقِ ثعبانٍ
الغمزة هي شُعلة منْ ثلجٍ
تحتضرُ كل صباحٍ
أمام دفء عاشقٍ يحلم ُبالجنَّةِ
وفي مسْمعهِ أغنياتٍ بليدة …
أكرهُ الغمز حين يسُوقني وراءَ ورطةٍ
تعرِّي ضُلوعِي
للصِّرٍ
فمِنْ ليلتِي أنامٌ مَكلُومًا
بالجًمرِ
ونصفُ الشَّهادة تلعثم حزينٌ
فما أنا كافرٌ فألَامُ
وما أنا بمُؤمنٍ في ثوب نعُمٍ
يقدسُ الأحلامَ
تغامزت المولدات ليلة مَولدي
مع جدتي بفضولها المعتاد
فأسقطوا عني ستارا من السّماء
فتغامزوا …
وتهامزوا …
صوّبوا القذائف لمحكيات الطفولة
وأنا صبي بدأت بالظهورِ ولا حرجَ في تهورِي
الغمزةُ كَمشةُ عينٍ
زائغة تزرعُ الضياعَ وسط الرُّعاعِ
فلا تحكمُ صلحًا
ولا تبطلُ طلحًا….