ما كانوا ملائكةً ولا جلادين. لكنهم ناموا طوال ذاك الوقت:
في يومِ كريهةٍ وسنوات مسغبةٍ وانتهاك البلاد..
واستيقظوا الآن ما حكمنا فيهم؟ صادفتهم في طريقي كعادتهم نظيفون وملابسهم نظيفة وقد نسلت من تكرار الغسيل، ألقيتُ التحية، كأنّها لم تصلهم !! فركتُ أسماءهم لعلهم يستيقظون.. يبدو تعطلت أسماؤهم، قال قائلٌ منهم: أنت مشتبهٌ، قال آخر: كل سبعه ْ من طينه ْ، أردف أكبرهم : تتشابه الأسماء والأوجه.
ومررت أنا متعثراً كأنّ ملابسي ذابت، هربتُ حياءً.. أخذتني أقدامي بعيدا، كأنني صرتُ أهجر…. لكنهم لم يخبروا عني.. وربما خافوا الله فيّ أو خافوا على زجاج بيوتهم ..
مرّت السنواتُ مفخخة ً.. والمتظاهرون قمصانٌ نازفة ٌ بين عروج وتدحرج.. المصابيح سود..
صادفتهم ألقيتُ التحية َ ردوا التحية َ مسرعين. وحين سألتهم أن يتريثوا
أجاب صغيرهم : نومنا فيه السلامة