سنكتب للشيوعيين فقط في قادمات الأيام كما عادتنا في كل عام حتى عيدهم الأغر السابع والثمانين في ٣١/اذار .. جزءٌ أخير
جاء المطر ..وأنتَ بلاحبيبة
طاحَ المطر..وأنتَ بلاحبيبة
جاءَ المطر ، طاحَ المطر ، راح َالمطر
وأنتَ بلاحبيبة ..
في الشذرة أعلاه للمغني الشيوعي العراقي ( طالب غالي) رسالة مفادها ، هو أننا سنكون في غاية الأسى والأسف لو كنا بلا حبيباتٍ يقرعنَ الليل علينا بالقـُبل ويفتحنَ النهار بعطورهن النينا ريسي أو الشادو ديور . لذلك نرى الشيوعيين بارعين في وصف حب النساء )وشيمةٌ فينا انً الهوى خبلُ ..مظفر النواب وغناء الراحل رياض أحمد) ، عكس مايتصوره الكثيرون من انّ الشيوعيين خلقوا للسجون والتعذيب والإستشهاد في سبيل الفكر والأوطان وحسب ، ومثالنا على ذلك هما العملاقان الصديقان لبعضهما ، والحائزان على جائزة نوبل للآداب وأخرى في جنون الحب وهما (الشيوعي بابلو نيرودا ـ واليساري غابرييل غارسيا ماركيز) . كلاهما ذاقا من التشريد والتعذيب في سبيل أوطانهم . بابلو نيرودا مات مسموماً في المشفى في سبيل قضيته. هذا الرجل كان أعظم شاعر في القرن العشرين ، وفي نفس الوقت أعظم مجنونٍ بالشيوعية والحب معا ، فذات يوم مع حبيبته فوق برج إيفل في فرنسا وفي لحظة هيامٍ عارمةٍ وهو ينظر الى عينيها الحنونتين قال لها : أأأأأأأأأأأأه يا (ماتيلدي) أنني في أشدّ رغبتي لأفعلها هنا فوق هذا البرج الشامخ وأمام مرآى الأنام لنصنع حباً إسطوريا كما كريم الإسطوري الذي فتح أزرار قميص حبيبته بعد فراق طويل فإحترق نارا وشوقا ، لكنّهُ حكم الطبيعة والأعراف البشرية ومالنا عليهما من بدٍ يا (ماتيلدي) . أما غابرييل ماركيز ذات يوم في غرفته منهمكاً في الكتابة وإذا به يرى الجسد الطري لـ ( داميانا الوفية ) المحصور بين فستانها بفعل الريح وهي تنشر غسيل ملابسه فلم يستطع صبراً من شدّة الحب والتعلّق فنهض فوراً من كرسيه وافترعها وقوفاً بعد إن أمطرها ضميماً وقبلاً لاتضاهى . بابلو نيرودا ترك لنا كتابه الشهير( أشهدُ أني عشت ) ليقول لنا من أنّ الحياة تستحق أن نعيشها رغم كل مايفعله المجرمون بنا . بينما غارسيا ماركيز كتب رائعته ( ذاكرة غانياتي الحزينات) الذي يعترف به من انّ الغواني ليس سوى (ملائكة رحمة) والاّ أين سيذهب العازبون الفقراء الذين ليس لديهم القدرة على الزواج وسط عالمٍ لايرحم . رحل بابلو نيرودا وترك رسائله الغرامية العديدة الفاضحة بينه وبين زوجته . بينما غارسيا ماركيز الشيوعي في العشرينيات من عمره ثم اليساري الكولومبي حتى مماته ترك لنا الحب وأغاني الشاعرة والمغنية الكولومبية أيضاً من أصل لبناني والتي تعشق كل أعماله ( شكيرا) وهي تصدح بصوتها الجميل في فلمٍ ساحرٍ عن أشهر رواياته ( الحب في زمن الكوليرا) .
هاتف بشبوش/شاعر وناقدعراقي