إلى زوجتي الراحلة فوزية.
وهي تحدق في السماء
وربما إلى جيوبي الشاحبة
زوجتي دائما تسألني
عن ميزان الحق
تسألني عندما تنام
وتسألني حين تصحو
حتى تلبسها جنون الأسئلة
فراحت تسأل الملابس,
الصحون الفارغة,
القطط النافرة
تسأل الكتب مبعثرة,
دائرة البريد
وتسأل صاحب بيت المال,
الجنود الفارين
الجنود الذين يمسكون الثغور
تسأل سيارت الاسعاف
وثلاجات حفظ الموتى,
وكالات الغوث
ومدابغ الجلود
تسأل مستشفيات الولادة
وسجون الأحداث
تسأل أهلة الأعياد
وهي تمر
دون أن تطرق بابها
زوجتي تسأل رجال الأطفاء
وعمال التنظيف
وهي تنظر الى التماثيل
منتصبة بقوائم سود
تسأل الباعة المتجولين
وأسراب الجراد نوع تورنادو
زوجتي
دائما تسأل عن ميزان الحق
ولأنني رجل أخشى عاقبة الأمور
اشتريت لها ميزانا أنيقا
فقالت:
وأين الحق؟
فرحت أدلها
على بنات آوى.