زمن الرواية سنوات الحرب العراقية الإيرانية، زمن كتابة الرواية يحدد ثلاثة أمكنة: جلولاء – دوفيل – باريس وسنة واحدة فقط فهل هي سنة البدء أم الانتهاء من كتابة الرواية / حزيران 1994 ؟
يتوزع السرد بين :
- شقيق عبد الرحمن : يمتلك المساحة السردية الكبرى : من ص9 إلى ص148
- سرد الأم من ص149 إلى منتصف ص 150
- من منتصف ص150 يعلو صوت شيرين وهي تقرأ سرديات المخطوطة الروائية لشقيق عبد الرحمن وبالنسبة للمخطوطة، تلمسُ قراءتي وظيفتين :
- الميتا رواية ويتكفل بتصنيعهِ شقيق عبد الرحمن
- تأجيل السرد من أجل تفكيك الملتبس، إذ يصحح هذا التأجيل سوء الفهم لدى القارئ ويتكشف الأمر أن عبد الرحمن ليس حصوراً وبشهادته عن نفسه (نفذت الشظايا التائهة إلى خنادقنا قطعت رؤوس الجنود الخمسة الذين كانوا معي فيما أندست الشظايا الأخرى بين فخذيّ واستقرت قطع صغيرة منها في ألياف ذكري وعروقه/ 161)
- التأجيل السردي الثاني هو سبب العجز الجنسي الذي عرفته الأم من ولدها الميت في الفصل الأخير والذي تراه قراءتي من أقوى الفصول الروائية وأعمقها دلالة وأغزرها ألما ، وفي هذا الفصل تتمازج الاصوات متحاورة فيما بينهما بطريقة خارقة غرائبية
- التأجيل الثالث : أن العروس شيرين ليست عذراء والوحيد الذي يعلم هو عريسها عبد الرحمن الذي يخاطب أخاه خطابا جوانيا فهو يعيش موته الجسدي في ليلته الأولى في البيت (ماذا لو عرفت بأنها أحبت رجلاً آخر غيري، وفقدته في اليوم التالي وماتزال تحمل من تلك الليلة الجهنمية، شرخ جسدها، مزيج من لذة وندم وألم مع رجل هارب إلى مصيره. ولم يكن يفهم لماذا كل هذا العناد، دون أن يتذكر أحد سواها، موت الرجل الذي ذهب بعذريتها في خنادق الحرب/ 158) هنا كلام عبد الرحمن يفنّد كلام الأخ الأكبر في مخطوطته(لم يكن يعرف عن شيرين بقدر ما يعرف عن محارة ضائعة في عرض البحر/ 38).. وسؤال قراءتي: هل بسبب تعادل خلل جنسي في كلاهما يتوقع عبد الرحمن أن شيرين ترضى بالعيش معه؟ والأصح أن كفتها تحوي جرما ً أفدح أخلاقيا. وحين تتزوجه وقد امحى الخلل، كم تصبر شيرين على رجل عاجز جنسيا؟ وحين يخاطب عبد الرحمن أخاه :( أعترف لك بأني لم أكن أقدم على ذلك لو لم يكن مَن ذهب بعذريتها جنديا مثلي، لفظ أنفاسه الأخيرة، متذكراً تلك الليلة / 158) ما بين القوسين هذا لا يوّلد قناعة لدى قارئ الرواية. ومن جهة ثانية ألم يفكر عبد الرحمن بنتائج هذا زواج: على أمه وأخيه وأنظمة الوعي الجميع التي تحيطه؟.. وكما يخبرنا السارد/ المشارك بصياغة الحدث شقيق عبد الرحمن: (ليس هذا عرسه بل عرس قبيلته التي تفككت فروعها وذبلت أغصانها ثم اجتماعها الآن بعد أن توزعت متقاتلة ومتصارعة فيما بينها/ 17).. ومن جهة أخرى : القول من قبل عبد الرحمن في ص158: أن شيرين زوجة غير عذراء : يدحض قول السارد/ الأخ الأكبر في بداية الرواية، ويجعل قوله ينضد ضمن السرد الموهوم.. (فخفض رأسه إلى السرير خجلا من زوجته كاشفا عن عورته دون أن يفلح بفض بكارتها/ 17)
- التأجيل الرابع : هذه الصورة السردية (تتدلى على صدرها العاري خيوط عناكب كثيفة، مثل ثريات كريستالية/ 49) ما بين القوسين كان خلية سردية موقوته في الصفحات الاولى من الرواية التي تصف ليلة الزفاف (غبار ذهبي يطلي شعرها المصفّف باعتناء، غطتّه بخرقة تشبه شباك الصيادين المخيطة بمربعات متقاطعة / 19)..هذه الصورة السردية الرامزة لأمر مؤجل سرديا تستعيدها قراءتي الثانية : في هذا المشهد البشع (العناكب شدت خيوطها المتشابكة على جسدها../51) وهو مشهد يجذب الأخ الأكبر فيتلصص على زوجة أخيه..(تجذبني نافذة غرفتها المضيئة فأرتمي بنظراتي لأرى تقلبات جسدها العاري، المغطى بثوب عنكبوتي شفاف، لا يتمزق، فيما تسعى العناكب في همجيتها وطمأنينتها للخلود إلى الصمت /53)
- كلاهما يسعيان : العناكب والضمير المغيّب في الأخ الأكبر ..(فيما أسعى أنا لاصطياد لذة بصرية يوّلدها الجسد الأنثوي المهمل والمتوحد مع أشياء الغرفة المبتذلة.. وتذكرتُ خبثي الذي صعّد في لحظة شيطانية : إنها فرصتي الأخيرة في معرفة المرأة !/ 53)
(*)
أين الخلل في سرديات الأخ الأكبر..؟ نحصل على جوابٍ في مخاطبة عبد الرحمن لأخيه (كنت تكتب عن يقظتي دون أن يخطر ببالك أن تكتب عن أحلامي وغيابي، وأتساءل كيف قدّر لك أن تنسى أحلامي نصف حياتي المجهولة، تلك التي لم يقدر العجز أن يتسلل إليها لحظة واحدة/ 158) إذن عبد الرحمن يرصد الكتابة الأفقية التي لا يُحسن غيرها شقيقه، فهو يتمسك بما تراه حاسة البصر، ويشخّص ذلك عبر الرحمن من خلال زوجته شيرين (لم يكن يهمك من شيرين سوى حياتها العارية في غرفة العناكب ولا يصلك صوتها، أنينها، كوابيسها، واعترافاتها الباطنية. كنت تنهش لحمها وتترك عظامها/ 158) والكتابة الأفقية يرصدها عبد الرحمن في فهم شقيقه لأمهما، وتتشبع أمه بهذا الرصد وتخبره وهو مسجى في موته في البيت( كنت أراقبكما وقد صرخت في وجهه ذات ليلة : أنت لم تفهم أمي! ثم أضفت كلاما آخر لم أفهمه أنا : كيف يمكن أن تتنبأ بأفعال امرأة، خليط من شهوات وغرائز ورغبات وأفكار انتقامية؟ …هكذا تصورت بأن أمي كائن عجيب، برج من حجّر، تلّوحه الرياح والأمطار دون أن يتآكل.. أنسيت أن أمي كائن من لحم ودم، بل اعتقدت إنها تخلصت من فكرة الجنس ودفنته في قبر أبي/ 152)..
(*)
الخطاب المرسل من عبد الرحمن لشقيقه يجعلني أفهرس الرواية فهرسة أمومية وذلك يشترط عليّ قراءة ثانية تلتقط كل ما يخص الأم ولنبدأ الفهرسة من الصفحات الأخيرة. وبتوقيت سؤالها التالي : (لا أريد أن أعرف سوى سرك الوحيد هو عجزك) وعبد الرحمن لا يُحسن الجواب المباشر، فهو يفضل الغوص في مفهومه ِ للجسدانية: (ينبغي أن أشرح لك ما هو الجسد / 153). ثم يقطع شرحه العام وينتقل إلى الخاص المتجسد في أمه ِ(منذ تعرفتُ على عالمك الأنثوي، ولم تطلقي عليّ اسم عبد الرحمن الاّ لأنك تؤمنين بالأسماء المقدسة، شأن جميع الأمهات اللاتي فقدن أزواجهن في سّن مبكرة، وتعلقهن بالابن الأصغر!/ 153) ..
(*)
الأم لم تحلق شعر عبد الرحمن حتى بلوغه التاسعة عندما أدخلته المدرسة !! هل أرادته بنتا؟! لماذا تأخذه معها لحمّام النساء وهو بهذا العمر؟!..وتكذب الأم على النساء تدعي أن أبنها أخرس ولا يبوح بأسرارهن / 153 !! والسؤال هنا : ألا تخاف الأم على مخيلة ولدها وهو في عمر مرآة الطفولة؟! هذه الرغبات المكبوتة لا أعلم كقارئ كيف سبر أغوارها شقيق عبد الرحمن!! هل نال الشقيق وظيفتين سرديتين : سارد عليم / وسارد مشارك؟ في قوله (رغبة محمومة تنقض عليه مختلطة بذكريات نساء الحمّام العاريات يوم كانت أمي تصطحبه مدّعية خرسه وعدم إفشائه لأسرار أجسادهن/ 67( ويواصل الأخ الأكبر : الوظيفتين السرديتين :
- أمي التي حرصت على ضبط تفاصيل ليلة العرس بدقة متناهية، بكل هذا النظام الصارم/ 19
- في الشهر الثاني من هذا الزواج العاطل جنسيا، عبد الرحمن يحسم أمره ويودع مفاتيح حياته بيد أمه التي لم تتوقف عن رعايته أثناء عزوبته/ 38
- لم تمتد يدا أمي لإزالة الورق اللاصق بالمرآة المدورة، لغرض الحفاظ على نضارتها أعواما طويلة، لكنها بدت كمرآة قديمة تعرضت لأشعة الشمس أو من كثرة التحديق فيها لمدة من الزمن/ 19
- ستقوم العروس بتمزيق ورق المرآة بأظفارها وسيحدث شرخا في المرآة (كأنها إشارة خفية لانفصال عالمين متأهبين للصراع القادم/ 20
- في الليلة الأولى من زواجه (راح يبحث عن دموعه المحصورة التي يطبق عليها بجفنيه ولا يريدها أن تفضح رجولته. إنها المرّة الأولى التي نام فيها بعيداً عن أحضان أمي، وبالأحرى أستبدلها بامرأة أخرى، جاءت تبحث عن الرجل المختبئ في أعماقه /22)
- في الصباح الأول من حياته الزوجية (هرعت أمي، وبقايا نوم عالق في عينيها، تحمل مبخرة فضية اقتحمت غرفتيهما
دون أن تطرق الباب، ودلفت إلى السرير مباشرة وقربت المبخرة اللاهبة.. فيحشر العريس عبد الرحمن جسده الضئيل
في حجرها مذعورا وهو يصحح كلمات صرخته : أمي ..أمي
- تبذل الأم كل جهودها من أجل استنهاض فحولة ولدها العريس(ألعن الشيطان وأخرج من سجنك ها هي شيرين
تنتظرك أهجم عليها قل لها كلاما جميلا أنت آخر من تبقى لي. أفعل شيئا من أجلي فكّر بالعائلة بالضيوف بأخيك
الكبير بزوجتك .. ها هي شيرين تنتظرك لكي تفتض بكارتها وتلطخ الشراشف البيضاء بالدماء حتى يرى الجميع الدماء/ 30)
- يخبرنا الأبن الأكبر عن تحيزها لولدها الصغير(الحماس الذي ادخرته في نفسها لتزويجي، أظهرته مرّة واحدة، وبقوة هائلة في زواج أخي الصغير، وكأنها لا تمتلك سوى أبن ٍ واحد ٍ،حتى خيل إلي ّ بأنني لم أخرج من رحمها أبداً / 37)
- ترى قراءتي أن عبد الر حمن مخصي قبل استقرار الشظايا في عضوه الذكري، أخصته أمه من دون قصد ورمت ذكورته في البئر الموجودة في البيت، لذا فهو بين الحين والآخر يهرع (ويلقي بنظراته الطويلة إلى أعماق البئر الكائن في صحن البيت والمحشو بألغاز وجوده/ 38) هل كان يناديه سميه في شجرة العائلة وقسيمه في العجز الجنسي الذي فعّل شجاعة ً هدامّة ً وألقى نفسه في البئر/ ص81 ؟
- الأم نفسها من جهة أخرى (لم تكن واثقة لا من رجولة عبد الرحمن ولا من أنوثة شيرين/ 39) وأحيانا تنحاز للمرأة التي في شيرين،وتخاطب ولدها عبد الرحمن(المرأة قادرة على إحياء الرجل الميت بشهواتها/ 39) إذن قلب الأم يشعر بموات رجولة ولدها
- هل ما يكابده عبد الرحمن أرثا تسمويا في الهندسة الوراثية للعائلة ؟ مما جعل الأم تبحث في شجرة العائلة عن سّر العجز الوراثي الذي أنزله أحدهم من ظهره في عبد الرحمن !!
وأثناء البحث في غصون شجرة العائلة، تكتشف أحدى العجائز رجلاً في شجرة العائلة : وجهه يشبه وجه عبد الرحمن ويحمل اسم عبد الرحمن وفجأة تصرخ العجوز التي اكتشفت الاسم (لكن ذلك السلف عندما أكتشف عجزه ألقى بنفسه في البئر ليلة عرسه !/ 82) ويكون رد فعل الأم عنيفا لسانيا وفعليا: تطردها من البيت وترجمها بنعلها القديم وتصرخ بها(البئر مغارتك أيتها الشمطاء) لكن القابع في تلك البئر هو عبد الرحمن ويستمع لأصواتهن المضخمة والمضاعفة يجهد نفسه في فهم تلك الكائنات الملفوفة بثياب الحداد وتنبعث منهن الهذيانات اللانهائية/ 41 والمثير للتساؤل لماذا الطفل الذي تنجبه شيرين وهو ابن زنى نتاج علاقة آثمة بين الأخ و امرأة أخيه : تطلق الأم عليه اسم عبد الرحمن!! / ، 143 أما الاخ الزاني فيخبرنا :(كنت أتمنى أن تمنح حفيدها اسما آخر من بلدان نائية، من قرون سحيقة، غير هذا الاسم، لكن الرياح، ربّة هذه الولادة، ما كان عليها ألاّ أن تلقي بهذا الاسم في قاع المدينة) أي حتمية جبرية يتذرع بها الأخ الأكبر ليبرر كل ما يجري
- الأم تعرف علة ولدها، وقد همست بها لأبنها الكبير
(كنت أعرف ذلك من يوم ختانه !/ 78)
- ما الذي يجعل عبد الرحمن يعود من المدرسة (ووجهه مغطى بالمكياج لأن فرقة المدرسة اختارته ليمثل دور امرأة/ 68) وحين تلاحظ ذلك أمه تصرخ (انزع هذا الثوب وأغسل وجهك من هذه الأصباغ الحقيرة) لماذا لم يخلع ملابس التمثيل؟ ألم يعترض على ذلك المارة الذين صادفهم في طريق العودة؟ كيف وافق الكل في المدرسة على أن يغادرها بهذه العلامة الخنثى؟ وهو يعيش في قرية ؟
- في آخر الليل يتسلل العريس نحو عروسته يمضي الليل معها
يتشاجران.. تختنق أنفاسهما (أحدهما يريد نهش جسد الآخر، تبيّن ذلك في خدوش الأظفار وآثار عض الأسنان على أذرعهما وعنقيهما، كأن أحدهما يسعى لإخراج الآخر من جلده المنضمر/ 77) ماذا يعني كل هذا؟ أي عقل بري يقتسمانه العريس والعروس؟
- الأخ والأم يتلصصان على العريسين من ثقب حفرته الأم في جدار غرفتها الملاصقة لغرفتهما: وهكذا يكون (التلصص من ثقب غشاء البكارة) كما عنوّن المؤلف شاكر نوري الفصل الثاني من الرواية/ 35..أليس الثقب الذي في الجدار بمثابة المعادل الموضوعي الجنسي ؟
- الأم والعريس وشقيقه الأكبر أمام غرفة العناكب
(وقفنا أمام تلك الحجرة وتلصصنا النظر من شقوق الباب الخشبي المتهرئ، فرأينا شيرين مستلقية على سرير ضيق صغير معبأ بالقش، فيما يتدلى على صدرها العاري خيوط عناكب كثيفة، مثل ثريات كريستالية أو عناقيد ثمار غريبة تتدلى من السماء/ 49) السؤال هنا : ما الدافع وراء ذهابها لغرفة العناكب؟ لم يمنحنا السارد قناعة ً، أعني أجلها إلى حين . ثم صار الأخ الأكبر يتلصص من نافذة العناكب فيرى زوجة شقيقه عبد الرحمن في (تقلبات جسدها العاري المغطى بثوب عنكبوتي شفاف لا يتمزق، فيما تسعى العناكب في همجيتها وطمأنينتها… فيما أسعى أنا لاصطياد لذة بصرية يولدها الجسد الأنثوي المهمل، والمتوحد مع أشياء الغرفة المبتذلة/ 53) والسؤال هنا لماذا لا يعتقون شيرين من هذا البيت؟ بتطليقها ؟ إلى أين تريد الوصول هذه الأم؟ ودناءة الأخ الأكبر؟ وغيبوبة عبد الرحمن الاجتماعية؟ لماذا لا تسقط قنبلة على هذا البيت الواهن، وتخرج العائلة سالمة وربما تعيد صياغة حيواتها؟
(*)
من هنا يبدأ تفعيل ثريا النص، أعني من 50 وبلغة السارد (منذ تلك اللحظة تبددت طمأنينة النوم، متخيلا بأن العناكب تحولت إلى قوة مدّمرة تعصف برأس شيرين بحيث تغيرت ملامح وجهها، وبدت أكثر شيخوخة من الماضي) وهكذا ستجعل ليلها للعناكب وفي النهار تنفض بمشطها الخشبي خيوط العناكب عن شعرها وتنشطر شيرين إلى كائنين
- كائن عنكبوتي متوحد في شبكاته منزوٍ عارٍ في غرفة العناكب
- كائن متغطرس متوهج في النهار
وينسلخ الأخ الأكبر من أخويته ويرتكب الزنى بالمحارم بذريعة الغموض والخطيئة التي اطلقت لوثتها في عقله
وارتكاب الزنى مع زوجة أخيه العاجز والمراوغة التي يغلفها بقشرة هذا القول (لم أكن أعرف النساء المحتشمات بالعباءات السوداء غالبا وبأكداس من القيم/ 92) وبالتالي يريد يقوم بتدوير سرد فعلته المخزية (ولإصلاح ما اقترفته كان لابد أن أفكر بمشروع زواجي من شيرين،لأضفي الشرعية على فعلتي وأسدل ستار العزوبية وما يشوبها من شائعات) ويدعي هذا الأخ الآثم (الخطيئة ابتدأت منذ اليوم، الذي استلمت فيه برقية من أمي تستدعيني
لحضور عرس أخي) ما بين القوسين تبرير سفيه كأن الأمر مسطور في لوح القدر لهذا الآثم الأكبر!! والأخ الأكبر مجرد أداة تنفيذ !! ثم يتدحرج الأخ أخلاقيا ويصل إلى هذا السؤال: (هل يمكن أن يكون أخي وراء دفع شيرين إلى أحضاني لفض بكارتها؟!!/ 100) ثم يستدرك لا يمكن أن يكون أخي خنزيرا، إذن من الخنزير في هذه الرواية؟ أليس الذي يرمي مسؤولية كل أفعاله على المسكينة أمه( ومَن يقل أن أمي لم تكن وراء كل أفعالي).. عبد الرحمن رغم تدهور صحته التي صيرته شبحا لكن يخاطب أخاه بوضوح موجع (منذ ذلك اليوم شعرت بأن شيئا ما بدأ يخدعني ويتحايل ضدي ويريد تدميري../ 110)
(*)
بالتعايش العنكبوتي تنكشف غريزة العنكبوت في شيرين، وهي تهم بقتل ذكرها فيبادر شقيق عبد الرحمن إلى قتل العنكبوت شيرين . هنا تعود قراءتي إلى الجندي الذي افتض بكارة شيرين : هذا الجندي هل فر منها وانقتل في الحرب؟ أم شيرين هي التي قتلته كما تفعل العنكبوت مع زوجها
- شاكر نوري/ نافذة العنكبوت/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ ط1 / 2000