في هذا الصباح الغائم بالرطوبة وعاشوراء انا سعيد بلا سبب. ولم اشأ ان اتفلسف لاعرف السبب. فمن السخافة التدقيق في محضر اللطف، وتعكير مزاج الروح في موسم الازهار. لقد اعتدنا النكد اليومي والتعقيد المزمن كما اعتدنا وجوهنا واسماءنا والضجر. فاصبحت السعادة طارئة وخرافية مثل طائر الفينيق.
المهم اني افطرت ضعفا. باذنجان قلي، ثم ملت الى جبن عرب مع ثلاثة اكواب شاي. كاني سائق تريلة على طريق طريبيل! وقد اكون من هواة الطعام حين اتبع مسارا مزهرا او الج نفقا خانقا.
اتصلت بصديقي الودود اللدود اللطيف الصلب العنيد لاخبره عن كل شيء ولاشي. فكان مبكرا مع فجر البلابل قد مضى الى ضفاف العالم يصطاد السعادة بسنارة التامل. ارسلت صباحيات لاناس لا امت لهم باي صلة. ولا انتظر ردهم. مشيت الى السوق. لسبب اود اختراعه اشاهد السرادق المرتبة، الرايات تنثر عطر التضحية الاستثنائية. والصغيرات ورود ترتدي الحزن. والصبية يسارعون الى الثوابات. عدت، وقد نفدت قنينة الماء.
فما منبع البهجة الطارئة؟ في العمل انا مسؤول متاخر بعد تهربي منها لعشرين سنة. وتبين انها (الى الان ) اصدار المهام الى مسؤولي وجبات المناوبة وانتظار اجاباتهم اللطيفة، بل والتطوع لعمل اضافي، وشعوري بالرضا. والتعامل مع طيبون وسفلة يهددوني. وانا الطيب الصلب باتصال تليفوني مع مدير (او شخص مدع) مكتب النائب فلان اللافلاني. فضحكت.
دفتر التوفير تاجل اصداره ! فلم تولني الموظفة ذات الحواجب الصااروخية لاتي لن اوفر ١٠ ملاببن كالشاب الريفي الذي سبقني في الطابور. وتبتسم كلما نظرت شابٱ لم يتعرف للاناقة بعد. كانه ٱت للتو من المنطقة الصناعية. وهو يتابع دفتر توفير زوجته الراحلة مؤخرا.
قد اصبح انا يوما من اصحاب الصكوك الجاحدة ذات الاصفار السبعة واكثر.
في هذي اللحظة ليس لدي ما اعمله سوى ان اكتب على الغيوم اشعارا بطعم الفراولة وعلى ورق الصفصاف لارفع عنه وحدته وحزنه.
لكني اظل ادون وجه السعادة الطارئة حتى ينفذ رصيدي منها.