الشاعر وبمجموعته الشعرية (عيناك وشعري وجنوني) عمل تقنيات رومانسية موضوعية تحمل قضايا مليئة بالحيوية والحداثة والتي حصرها بمحيط خاص وبأشكال واضحة مرتبطة بالإيقاع الداخلي الذي يظهر جودة القصائد, فكتابة القصيدة عند الشاعر طبقة واضحة ومستوى ثابت مما جعله يعتمد على عناصر واضحة( الفراق, الحرية, الطبيعة, كينونة العقل)راحت هذه العناصر تصارع الرومانسية وتظهر لنا ظواهر داخلية تجعل الاطراف متماسكة مع بعضها واظهار الحقيقة من وحي الروح والقلب بعبقرية دقيقة جدا .
أنا مغرم بالمغرمِ المتناهي
متعمق في عشقةِ متباهي
غابتْ مفاتن حسنهِا فذكرتهُا
عجباً وعشقي كان نجماً زاهي
قصيدة (مات الهوى) نجد العقل مسيطر على ميدان الشعور والعواطف المتعمقة بعشقة السقيم الذي اصبح بالأخير الى ذكريات في مهب الريح, المقود الرئيسي بهذه القصيدة هو كينونة العقل الذي حافظ على قدسية المجتمع وتقاليده المحكمة بالواقع فالانفعال الرومانسي لدى الشاعر ربطه بشكل مباشر بالإيقاع الداخلي خافضا من وتيرة الحرارة والمعنية بالشعور.
الا يا قلبُ قد كُثرت جراحي
وبات العشقُ مكسورَ الجناحِ
أناظرُ طيفَ من حلوا ولكن
خلتْ منهم دروبي والنواحي
الشاعر وبهذه القصيدة (مكسور الجناح) كان متميزا عندما ربها بعنصر الطبيعة لان الانسان يجب ان يقوم بعزلة منفردة يحتاج بها الى الطبيعة كي يكمل تأملاته ويخرج من عبق الحزن والملل الذي يلازمه في الحيا, فالشاعر هنا لعب دور مهما عندما ادخل هذا العنصر لتقنيات شعرة حتى راح يعزف برومانسية الطبيعة التي جنحت بخيالة جرارات محملة بسحر الصور الشعرية التي تخلد بذاكرتنا.
خذيني الى شفتيك يا مياستي
ضمي ضلوعي واقرئي خلجاتي
ما أجمل الدنيا وأنت بِأذرعي
يرويك ريقي من عصير نواتي
(خذيني الى شفتيك) بهذه الكمات نجد وصف يرتبط بالحرية وهذا الوصف الذي وضعه ليس بإرضاء نفسة بل نجد واقع حقيقي يصور لنا المعاناة الداخلية وهنا الرومانسية راحت تلعب دور دون تقيد تتحرك بما تشاء نحو الهدف الذي يظهر المادة الاساسية التي ترتبط بالإيقاع الداخلي, فالشاعر هنا سلم جسدا نقيا مفعما بالحب الى ايمان الحرية والتي انتجت لنا نموذجاً متكاملاً ما بين الرومانسية والحرية.
وأحي على الاحزان أقتات سُمها
وأشرب من مر الوعود الكواذب
وما في كؤوسي غير يأسِ يُذيقني
هواناً ويمضي بي لأقصى متاعبي
صبغة مختلفة عن الاخريات هنا وضع عنصر الفراق بهذه القصيدة( أعاصير الفراق) التي يعبر عنها الشاعر بالاقتصاص الجزئي او الشيء المفقود وهذا ليس بالسهل مزجها بالعنصر البدائي الذي ارتبطت به اغلب قصائد المجموعة, لكن الشاعر استخدم تقنياته المعهودة حتى يقرب لنا الصورة المعهودة وايضا ايصاله الى هدفة النهائي بتقديم الجزء المتبقي.