من تحتِ مدائنِنا
تصعدُ في الليلِ مدائنُ أخرى
بمشاعلَ من نارٍ ترقصُ فوق تلالٍ
يحميها حُرّاسُ الهورِ
تَحِفُّ عرائشُ من قصبٍ
ومسالكُ من برديٍّ فرحتَها
وتغنّي من جَنّةِ عدْنٍ
من تلِّ(خِيَابِرَ) حتى تلِّ(حْفيْظَ)
تبوحُ بكنزٍ من ذهبٍ تنثرُهُ
أو تُحَفٍ تُلقيها دون رقيبٍ
إلاّ حارسَها اللّامرئيَّ
يدومُ الرقصُ ونقرُ الطّبلِ إلى الفجرِ
وحُرّاسُ المدنِ المسحورةِ
تعلو نيرانُ مشاعلِهم ،
يحضرُ رَقصتَهم مَلِكٌ ، ويغيبُ…
فمن ألجمَ صوتَ الطّبلِ ،
ومن أطفأ وهجَ الرأسِ اليسألُ ،
من أسلمَهُ لمدائنَ أخرى نائمةٍ
حتى يُنفخَ في الصورِ مراراً…!
آلهةٌ لاترقصُ لا تُعبدُ في المدنِ المسحورةِِ
من بابِ سليمانَ إلى الفاوِ إلى سفوانَ ،
البصرةُ قيدَ الطبلةِ أرجلُها ،
هل صرتَ عقيماً يا طبلَ الريح…!