* الى روح صديقي الراحل الفنان جاسم الفضل.
في المرسم
الوان تتبختر
ترقص جذلا
يتمايل خصر اللوحة
مثل فتاة تتغنج دلعا
الحائط مهجورا كالعمر
تلطخه الالوان الممزوجة بالهجر
والدرب يمر بلا ارصفة يحمل اقدام الفقراء
احلام الناس الجذلى تترنح في الصورة
الفرشاة تغطي اجزاء فراغ في العمق
اثار اصابعه المرتجفه وهي تحاكي الصورة
حزنا يتثاءب
لم تفلح فرشاة الالوان
بان ترسم لونا اخر
بات الحزن على شفتيها ممهورا بين انامله
افترش اللون الاسود صدر اللوحة
ابعد تلك اللوحة ماعادت تنثر شعر صبيات الحي
مثل ( نفانيف ) النسوة وهي تناغي حبل غسيل
يلتف على جدران الدار
•
تسالني اللوحة
يحرجني
سر خيول تركض من هلع
تطرق اكتاف الارض
من اوحى للون بان يكتب شعرا
من اوحى للوحة ان ترسم هذا اللون الاصفر
الوجه الباهت في الظل
اه , هل من لون يحمل هذا الموت
وهل من لون للحزن على الابواب
ولا من صوت
وهل يبقى الفنان يعاصر موته
او تهوي اذرعه ….
فوق اصابعه يمتزج ا لموت
هل يضحك ام يبكي
او يسترسل في الكتمان الصوت
•
اقترح الفنان بان يترك بصمته
في ناحية الصورة
مابين قساوة حاضره ونقاء سريرته
الدمع يسيل كالوان البحر
يرسم اشكالا شتى
واه يا ( جاسم ) حين يغيبك الموت
هل تترك في اللوحة بصمتك الان
انتثرت الوان الفرح المتكور في عينيه
وجه يملؤه الشيب
ويد تملؤها الحسرة والكتمان
اوما انهيت اللوحة يا ( جاسم )
هلا تترك بصمتك الان على الجهة اليسرى
هل اخفقت الان
هلا تملا جوفك من الوان الفرح
المنساب على الجدران
ام انك لا زلت تصاهر موتك في تلك الالوان
اوما يكفي ان تتيبس ايديك على اللوحة
او ما يكفي ان تلمس الوان الزيت
لتخلق من بوح الفكرة صورا
يحملها الوجع البصري لعينيك تراثا للاجيال
•
في المرسم
ماذا لو انك تمتهن العزلة في رسم الاشياء
الالوان الممزوجة فوق فراش ابيض
المملوءة بالماضي ورحيق الاجداد
ماذا لو ترسم امراة عارية
تقترب الفرشاة من الجسد المتكور
بين الظل وبين الضوء
حيث العالم يخفق في ترتيب الالوان البشرية
الاثار على طاولة الالوان
الالوان تلطخ سطح الصورة
الصورة تفرش جسد الانثى
طاولة لحوار مفتوح
هل يصلح هذا الجسد العاري للوحة
هل يتحرك فيك الشوق الى امراة لا اكثر
هل اتعبك الفن صديقي الراحل
هل اتعب ناظرك اللون
فاضحت الوانك
تلك الالوان الممزوجة بالاشواق
لونا اسود
ياللون الاسود
كيف يليق باحزان الفنان ؟؟