إستضاف المركز الاكاديمي الاجتماعي و بالتعاون مع الملتقى الثقافي المفتوح أمسية ثقافية للمخرج والاعلامي أمجاد ناصر يوم الاربعاء ٢٨ ايلول ٢٠٢٢. وعلى قاعة المركز في عنكاوا في اربيل. الامسية المفتوحة كانت بعنوان (عاشق السينما، احترف الصحافة والاعلام) تحدث فيها الأعلامي والمخرج أمجاد عن اهم الافلام الوثائقية والروائية القصيرة وافلام الاطفال (مع عروض مختصرة) التي كانت من إخراجه. الصورة بلا شك هي سلاح الحقيقة ، فهي الناطقة الصامتة تعبر بما في الحقيقة من واقع مرير.. ربما المشاهد لا يسيطر على مشاعره حين يراها.. يجهش بالبكاء او بدموع صامتة او يحبسها بقوة… وأحيانا صور مفرحة ونبتسم.. لكن ابتساماتنا خجولة أمام كمية الحزن..
امجاد ناصر كان صيادا ماهرا عارفا مهنته وعدسته المليئة بالاحزان هي مثله.. تفتش عن الآلام والجروح التي ابتلى بها شعبنا ولا سيما النازحين الذين نزحوا قسرا من ديارهم في ليال باردة و تحت امطار شديدة. فكان امجاد يعيش تلك اللحظات معهم من واجب وطني وانساني في تقديم الدعم المعنوي والمادي وتسجيل كل هذه المواقف المحزن بالصورة وبالكلمة وهو يستمع لهم… حين تقول طفلة له :هدم بيتنا وبيت عمي وخالي بصوت عال بدون ضعف واستسلام هنا تكمن قوة الايمان وحب الوطن.. وأخرى لا تريد العودة إلى بيتها حين زرع الاشرار الخوف فيها بين جدران بيتها.. ورجل مسن يقف على عكازته صامتا لا ينطق بكلمة.. لكن كانت عيناه ناطقة تنظر تارة إلى الخلف يستذكر المجد والعيش الرغيد والى وطن كانت حدوده عامرة.. وتارة ينظر إلى الأمام بمستقبل مجهول كأنهم هم غرباء في وطنهم لكن بالرغم من هذا الحزن الكبير هناك فرح امجاد ناصر يعرض لنا صفحة أخرى بالفرح والامل بالرغم من كل هذه المعانات… فسلط الضوء على جوانب الحياة المليئة بالعطاء والإنسانية.. فعرض الحالة الرياضية العراقية عبر الصورة مع كبار نجومها وهو يقف بينهم في الساحات الرياضية يشد من عزمهم ويهنئهم على انتصاراتهم التي كانت تفرح كل الوطن بلا استثناء باهازيج تعلو على جراحهم…مثل حسين سعيد وعدنان درجال والمرحوم احمد راضي و يونس محمود وحبيب جعفر و رعد حمودي وغيرهم… ومع المطربين الذين غنوا للوطن في السراء والضراء لم يغادروه مثل ياس خضر وحميد منصور و عبدالله الاسمر و نزار كاظم وغيرهم… فضلا مع كبار فنانين العراق ( سليمة خضير و امل خضير و محمد شكري جميل و صلاح كرم و سهى سالم و ريكاردوس يوسف وهناء محمد و ليلى محمد و ناصر حسن ….. وهو يصافحهم ويعمل حوارات معهم ويزروهم عند مرضهم وهو يحمل لهم باقات من الورد.. إضافة لإخراجه الاغاني الوطنية الحماسية التي تدعو الى توحيد الخطاب والصف الوطني ورفع المعنويات لدى الجميع، فكان قريبا من جمهوره لمعرفة مشاعرهم واحلامهم ومعاناتهم.. كانت الجلسة اكثر تشويقا وجمالا من ناحية ترتيب فقرات العرض على الشاشة ممزوجة بالعطاء بالرغم الجراح وتصويره لعرض فقرة التحدي والنجاح من امرأة رفضت أن تمد يديها للغير بسبب العوز المادي بل أصرت على فتح مشروع يجلب لها واردا ماليا لاولادها وتحقق هذا الشىيء بل اوصلت أولادها الى مراحل متقدمة في التعليم.. انه شيء يستحق الفرح… وفتح فقرة المداخلات من قبل الحضور التي إضافة للجلسة متعتها وفائدتها… وتكريم السيد امجاد بدرع الابداع من قبل الملتقى الثقافي المفتوح المتمثل برئيسه الدكتور الشاعر والناقد بهنام عطالله.. وقدمت شهادات شكر وتقدير اخرى له.. بحضور نخبة من الادباء والشعراء والاعلاميين والمثقفين ورؤساء منظمات مدنية وشخصيات أخرى وبعض القنوات الفضائية التي قامت بنقل وقائع الجلسة. شكرا للسيد امجاد ناصر علي هذا الايضاح ونقل الحقيقة كما هي.. بما يحمل من مصداقية ومهنية عالية في عمله الإنساني .. نسأل الله أن يوفقه في خدمة اهله ووطنه وناسه المظلومين.