من غير تفكير
أو قصد وجدت نفسي وقد سلكت نفس الدرب جالسا على رصيف مقهاي المعتاد
إنتظر النادلة وانا أرقن على هاتفي
نصا ما يشبه عينيك
ليس في عمقهما
ولكن بنفس اللون
أضع رجلا على رجل
أو أنزلها وأنا أقرأ رسالة SMS
أو أرد على تعليق على قصيدة تافهة
أعود للنص و النادلة وعينيك ومحطة الحافلات و اصوات الدراجات النارية المزعج والريح والظل والبلكونة الواطئة وقفص العصافير الفارغ و تمثال الشاب الشاحب الذي يمسك قبعبته بين اصابعه في شبه إنحناءة
و أزهار أص على إفريز نافذة قديمة جدا
من غير تفكير
أو قصد
*
وحيدا
تنغزني الغربة في مدينة
أعرف كل نتوءات أرصفتها
وسقائف حوانيت الأحياء الشعبية
حيث ترمى عجلات دراجات الأطفال القديمة
وبعض الكراكيب الصغيرة المختلفة وأحذية نصف عمر
والأزقة المسدودة
الزوايا المظلمة ليل نهار
أسفل القناطر حيث يتعاطى السكارى الكحول
لا تفتنني قناني العطر والأحزمة الجلدية في الفترينات
والأقمصة التي كأقمصة محمود درويش والسترات السوداء
والنساء بالفيزووات وسراويل البلو دجين الضيقة
كالأشجار الضخمة المعوجة الناتئة من الجدر والصخور التي تفاجئنا
في المنعطفات ومنعرجات الطرق