قال الشاعرْ
تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
فأقول أنا
تتمختر الأحزان بما لا تشتهي العربُ
دم ودمار وحرقة ونحيب وصراخ يدوي في الأفقْ
ما بالنا نوقد الشرارة ونجعلها تتحول نارَا؟
تحرقنا تأسرنا تلهبنا تنثرنا تجمعنا ونحن نيامْ
لعل الوقت حان، بل لعل الوقت مات وانتهى
ونحن ننظر وننتظر الفرج القريبْ
وننسى أننا موتى والوقت يمضي
بعضنا يقتل بعضا والسيف يُبْكي
ملطخا بالدماء والقتل يُفْني
تفرقنا تقسمنا بأنفسنا تشرذمنا ونحن سكوتْ
نبكي على الماضي ونلعن الحاضر وندمر الآتي بأيدينا ونحن نموتْ
وسوء الظن يقتلنا
وبغض الحق يشغلنا
وقول الزور يفرحنا
وحصد الظلم يشبعنا
وللآلام يحملنا ونحن لا ندري
نعم ندري ولكنْ
كأن العين لم تبصرْ
كأن القلب لم يشعرْ
كأن النفس لم تُجبَرْ
دمار يشتكي منا
خراب يرتمي أنَّا
على السرير الأسودِ
على الشقاء الأجردِ
شهادة زور تلوحُ
عذاب حق يفوحُ
والعين تدمعْ
والقلب يفزعْ
والظلم يدفعْ
من المسار كل يسرٍ
من السماء كل قطرٍ
وأقول أنا
متى تنقشع الغمامة؟
متى تنطلق الحمامة؟
متى تنفرج الكرامة؟
وتسود المحبة في القلوبْ
وينفجر الظلام في كل القطوبْ
وينتشر الحق في أقصى الشعوبْ
ليرفرف السرورْ
وتنكسر الشرورْ
وتتمزق الشهادةْ
شهادة زورْ