أنتَ العنيدُ الذي
قد كُنتَ لي نِدَّا
تشاكسُ القلبَ حتَّى تكسرَ القيدا
بذلتُ مِن أجلكَ
الأحزانَ يا ثقتي
وكنتَ شُكراً لنا إذ توهبُ الحمدا
وكنتَ قربي
تطشُّ الحُلْمَ في أرقٍ
.. ماذا أصابكَ حتَّى تنتقي البُعدا
وكنتَ كالماءِ
درويشاً تُلاطفنا
تمشي غشيماً وتبني للنوى سدَّا
يا صحوةَ الغيمِ
في جنبيهِ أغنيةٌ
.. غنَّى لها البرقُ حتَّى راودَ الرعدا
في مذهبِ العشقِ
أفكارٌ تُراودني
أنا الضحيةُ مُذ حاربتُهُم فردا
ارحلْ كما رحلوا
لا لحنَ أعرفهُ
كُنِ الصديقَ الذي قد آثرَ البُعدا
سافرتُ أبحثُ
عن دنيا تُجددُ لي
. بعضي فانِّي بِكُم أذهبتُ ما رُدَّا
سبحانَ ربِّكَ
مِن علياءِ رُتبتهِ
لمَّ السماواتِ حتى عدَّها عدَّا
بانت نواياكَ
يا مَن كُنتُ أحسبُهُ
بيتَ القصيدِ فكانت روحُهُ قصدا
لا يعشقُ الوردَ
إلا مَن يُعاشرهُ
ولا البساتينَ حتى تحضنَ الوردا
يحاولُ القفزَ
فوقَ الجُرحِ مُنتشياً
لكنَّهُ أبداً ما جاوزَ العَدَّا
وكانَ في زحمةِ
الأفكارِ مُتَّسعٌ
.. يبدو بلا موقفٍ قد بددَ الحشدا
لمَّا دنوتُ
إلى أعماقِ جنتِهِ
تثاقلَ الكونُ حتى صارَ لي جِلدا
رأيتُ في آخرِ
المشوارِ هيبتَهُ
فيها يدُ اللهِ قد أعطت لهُ الخُلدا
قد كانَ يرجُزُ
في صمتٍ قصيدتَهُ
..ليمنحَ الحُبَّ والآهاتِ والشَّهدا
ويكتبُ القصد
قبلَ القصدِ في شغفٍ
.. وينتقي الوردَ والريحانَ والوِدَّا
هو العراقُ
طريقٌ واحدٌ أبداً
.. فكُن صبوراً على هذا الأسى جِدَّا
ومرَّ يوسفُ
في صَفَّينِ مِن وجعٍ
..رأى نساءً جرحنَ الكفَّ والخدَّا
ابدأ بنفسِكَ
حتَّى ترتقي أبداً
.. واحلمْ قريباً لكي لا تشتكي البُعدا
لا تنتظر أحداً يأتي بموعِدهِ
.. أنتَ النشازُ الذي لم يُخلف الوعدا