من أيّ جرح يولد الشعراء يا بيروتْ ؟
قولي..
عندي من الأحزان ..
ما يكفي قناديلي..
أحتاج بعض السحرِ..
موسى لهذا النصِّ
بعض الماء للنيلِ….
قد كان ينقصني المجازُ
لكي أصوّر دمعتي في الحربِ..
تعبت قوافي الشعر في تصوير نكستنا..
و تعبتُ من دمعي كما ..تعبتْ خيولي..
ربّما أحتاج يا بيروت كي أنسى هزيمتنا
مدنا .. بلا شعب ولا راياتْ
شعبا.. بلا مدن و لا ساحاتْ
أرضا بلا جيش و لا طلقات رشّاشٍ…
لأعيد توزيع البلاد على الخرائط..
ها هنا..
فرح صغير دافئ
و هناك .. أسطول بغير هزيمة يمضي…
هناك…………
تطلّ فيروزٌ من الشرفاتِ
توقض دبكة منسيّة في بئر صدري…
أو تدندن نغمة جبليّة
ليعمّ في الأجواء..سحر البنّ و الهيلِ..
باب القصيدة مغلقٌ…
و دمي يفتّش عن يديكِ ليستريح لساعةٍ
و ينام ملء الجرحْ
و أنا .. و قد خسر الجنود حروبهم
أنشدت للصفصاف (كي أنسى هزيمتنا)
شعر الحماسة كلّه
و كتبتُ للزيتون آلاف المراسيلِ
خسر الرفاق معارك الشرف المباعة مسبقا
جنرالنا…
أهدر العدوّ بيوتنا…
زوجِاتنا..و معاقل الفرح الأخيرة كلّها
أهداه..دفء الشمسِ..
برد شتائنا البدويْ
عرعار سفح جبالنا..
و دخان نرجيلاتنا..و البن.. و الكبريتْ..
و مضى بنا ..
حيث النياشين المضيئة تلعب الشطرنج \\تشرب نخب نكستنا\\
تتبادل الأسرى\\…….
و تعلن نصرها المزعومْ
خسر الرفاق حروبهم..و بكوا على أرض تُقدّم بالمجانِ
لضابط متقاعد .. ليبول في أرجائها
متحررا من عقدة المرحاضْ
أما أنا..فبكيت ..
ليس لأنني في خدعة حربيّة
أو أن قادتنا برايات السلام يلوّحون بلا سببْ
لكنّ أسئلة تدور بخاطري..لا تنتهي..
و يحزّ في نفسي سؤال حارقٌ..
……
(و أنا أجفف رايتي من دمعها…)
ماذا أقول لقريتي لمّا أعودُ
و في يدي…
دمع المناديلِ…؟؟؟؟؟
الآن..أصبح شاعرا..
حربي انتهتْ..
مدني..سأبنيها على ورق القصيدةِ..
قادتي.. ودّعتهم لمّا رجعت لقريتي
و نسيت كل الحرب..كل سلاحنا المهزومِ…
و الجنرال و الشطرنج و الأسرى..
نسيت السّاسة المارّين من فشل إلى فشل
و جنديّا ..يبول على معسكرهم..
الآن أصبح شاعرا…
فلربّما حررت أرضي في القصيدةِ مثلما أبغي تماما
(خلتك امرأة..أغازلها لأنسى نكبتي الأولى)
هيّأتُ للشعر المعاجمَ
نبرة الإلقاءِ
بحرا “كاملا”
رتّبتُ أفكار القصيدةِ
بسمة الجمهورِ
و القلق المصاحب للقراءةِ..
وقفة الشعراء حين يتمتمون بجملة سحريّة..
مرآة تجربة الملامح
(حين أصرخ أو أتمتم أو أردّد فكرة”شعريّة”)
عدّلت حنجرتي على إيقاع قلبكِ..
نوتة….في سلّم الموسيقى..
عدّلت حنجرتي..
كما لو أن أحرف ما كتبتُ بحاجة للإستقامة..
(ربما لا تقبل الأنثى كلاما ما…)
فيفسد ما كتبتُ و ما سأقرأ من قصائدَ..
انتقيّتُ من العبارة ما يناسب شاعرا متمرّسا..
و قرأت بالصوت المفخّمِ
ما تحب أنوثة امرأة بسنّ الفاكهةْ
غزلا..رقيقا..جارحا..و مدغدغا..
يتلى على مهل..
فينهضُ نهدها من غفوة الكسل الخفيفِ
و يشرئبّ كصرخة (محبوسة)
في ثقب ناي يابس..
هيّأتُ كل ذكورة الإلقاء..
كل أنوثة الإصغاء..
و نسيت تركيب القصيدة
نوتة……
في سلّم الصولِ
أحتاج فهمك.. شاعرا..
لأصحّح الأخطاء في لغتي
أنا…
لغة انكسار لا تبوح بجرحها..
أنا كلّ هذا الحزن في متن القصائد..
هارب..من جرحيَ المخذولِ
أحتاج فهمكِ..كي أُتمّ قصيدتي ..
أحتاج قافية (كوجهك)..
كي تضمّد سقطة في الوزن..
علّةَ أسطر شعرية مهجورة مثلي
أنا…كل الزحافات التي لم تغتفرْ
في نص شاعرة تفتش عن طريق الشعرِ…
تكتب بالبراءة نصها الغزليْ
و تخجل من تكوّر نهدها في العاشرةْ
و أنا ..عروض مهملٌ..
لا شعر يسكن داخلي..
أمضيت عمري…جاحدا…و مكرّرا…
فعِلنْ\\فعُولنْ\\فاعِلنْ\\متفاعلنْ\\فعِلنْ\\…\\
تعبتُ من التشظّي في نصوص يابسةْ
لا شعر يسكنها..
و تعبت من إيقاعيَ المجترِّ..
من فحوى تفاعيلي…
أحتاج سيّدة تعيد كتابتي
في سِفر تكوين جديدْ..
و تعيد تقسيم الدماء على القبائلِ..
ثم تمضي في المدى
أحتاج سيّدة تهشّ بنهدها
غنم الأساطير القديمة عن حقيقة مولدي…
و تعيد ترتيب الحكاية في سجلات البلدْ
و تهزّ نخل يقينها(في عزة)
و تقول هاكمْ فاتبعوهْ
طفلا\غلاما\شاعرا\حقّا\مجازا\فكرة\………\
و مسيح نص عابرٍ…
أحتاج يا بيروت معجزة..
لكي أنسى الهزيمةَ..
كي أخطّ
بمفردي.. إنجيلي..
بيروتُ..سيّدة الكتابةِ..
دمعها بَرَدٌ..
و ضحكتها صهيل القلبْ
بيروتُ سيّدة المدائنِ..
زهرة في فصلها العشرينْ
تأبى الذبولَ…..
لوصفها…..أحتاج..
إتقان التفاصيلِ..
أحتاج كم بيروتَ يا بيروتُ
لي… قولي..
عندي من الأحزان ………..
ما يكفي قناديلي……
من أيّ جرح يولد الشعراء يا بيروتْ ؟
قولي..
عندي من الأحزان ..
ما يكفي قناديلي..
أحتاج بعض السحرِ..
موسى لهذا النصِّ
بعض الماء للنيلِ….
قد كان ينقصني المجازُ
لكي أصوّر دمعتي في الحربِ..
تعبت قوافي الشعر في تصوير نكستنا..
و تعبتُ من دمعي كما ..تعبتْ خيولي..
ربّما أحتاج يا بيروت كي أنسى هزيمتنا
مدنا .. بلا شعب ولا راياتْ
شعبا.. بلا مدن و لا ساحاتْ
أرضا بلا جيش و لا طلقات رشّاشٍ…
لأعيد توزيع البلاد على الخرائط..
ها هنا..
فرح صغير دافئ
و هناك .. أسطول بغير هزيمة يمضي…
هناك…………
تطلّ فيروزٌ من الشرفاتِ
توقض دبكة منسيّة في بئر صدري…
أو تدندن نغمة جبليّة
ليعمّ في الأجواء..سحر البنّ و الهيلِ..
باب القصيدة مغلقٌ…
و دمي يفتّش عن يديكِ ليستريح لساعةٍ
و ينام ملء الجرحْ
و أنا .. و قد خسر الجنود حروبهم
أنشدت للصفصاف (كي أنسى هزيمتنا)
شعر الحماسة كلّه
و كتبتُ للزيتون آلاف المراسيلِ
خسر الرفاق معارك الشرف المباعة مسبقا
جنرالنا…
أهدر العدوّ بيوتنا…
زوجِاتنا..و معاقل الفرح الأخيرة كلّها
أهداه..دفء الشمسِ..
برد شتائنا البدويْ
عرعار سفح جبالنا..
و دخان نرجيلاتنا..و البن.. و الكبريتْ..
و مضى بنا ..
حيث النياشين المضيئة تلعب الشطرنج \\تشرب نخب نكستنا\\
تتبادل الأسرى\\…….
و تعلن نصرها المزعومْ
خسر الرفاق حروبهم..و بكوا على أرض تُقدّم بالمجانِ
لضابط متقاعد .. ليبول في أرجائها
متحررا من عقدة المرحاضْ
أما أنا..فبكيت ..
ليس لأنني في خدعة حربيّة
أو أن قادتنا برايات السلام يلوّحون بلا سببْ
لكنّ أسئلة تدور بخاطري..لا تنتهي..
و يحزّ في نفسي سؤال حارقٌ..
……
(و أنا أجفف رايتي من دمعها…)
ماذا أقول لقريتي لمّا أعودُ
و في يدي…
دمع المناديلِ…؟؟؟؟؟
الآن..أصبح شاعرا..
حربي انتهتْ..
مدني..سأبنيها على ورق القصيدةِ..
قادتي.. ودّعتهم لمّا رجعت لقريتي
و نسيت كل الحرب..كل سلاحنا المهزومِ…
و الجنرال و الشطرنج و الأسرى..
نسيت السّاسة المارّين من فشل إلى فشل
و جنديّا ..يبول على معسكرهم..
الآن أصبح شاعرا…
فلربّما حررت أرضي في القصيدةِ مثلما أبغي تماما
(خلتك امرأة..أغازلها لأنسى نكبتي الأولى)
هيّأتُ للشعر المعاجمَ
نبرة الإلقاءِ
بحرا “كاملا”
رتّبتُ أفكار القصيدةِ
بسمة الجمهورِ
و القلق المصاحب للقراءةِ..
وقفة الشعراء حين يتمتمون بجملة سحريّة..
مرآة تجربة الملامح
(حين أصرخ أو أتمتم أو أردّد فكرة”شعريّة”)
عدّلت حنجرتي على إيقاع قلبكِ..
نوتة….في سلّم الموسيقى..
عدّلت حنجرتي..
كما لو أن أحرف ما كتبتُ بحاجة للإستقامة..
(ربما لا تقبل الأنثى كلاما ما…)
فيفسد ما كتبتُ و ما سأقرأ من قصائدَ..
انتقيّتُ من العبارة ما يناسب شاعرا متمرّسا..
و قرأت بالصوت المفخّمِ
ما تحب أنوثة امرأة بسنّ الفاكهةْ
غزلا..رقيقا..جارحا..و مدغدغا..
يتلى على مهل..
فينهضُ نهدها من غفوة الكسل الخفيفِ
و يشرئبّ كصرخة (محبوسة)
في ثقب ناي يابس..
هيّأتُ كل ذكورة الإلقاء..
كل أنوثة الإصغاء..
و نسيت تركيب القصيدة
نوتة……
في سلّم الصولِ
أحتاج فهمك.. شاعرا..
لأصحّح الأخطاء في لغتي
أنا…
لغة انكسار لا تبوح بجرحها..
أنا كلّ هذا الحزن في متن القصائد..
هارب..من جرحيَ المخذولِ
أحتاج فهمكِ..كي أُتمّ قصيدتي ..
أحتاج قافية (كوجهك)..
كي تضمّد سقطة في الوزن..
علّةَ أسطر شعرية مهجورة مثلي
أنا…كل الزحافات التي لم تغتفرْ
في نص شاعرة تفتش عن طريق الشعرِ…
تكتب بالبراءة نصها الغزليْ
و تخجل من تكوّر نهدها في العاشرةْ
و أنا ..عروض مهملٌ..
لا شعر يسكن داخلي..
أمضيت عمري…جاحدا…و مكرّرا…
فعِلنْ\\فعُولنْ\\فاعِلنْ\\متفاعلنْ\\فعِلنْ\\…\\
تعبتُ من التشظّي في نصوص يابسةْ
لا شعر يسكنها..
و تعبت من إيقاعيَ المجترِّ..
من فحوى تفاعيلي…
أحتاج سيّدة تعيد كتابتي
في سِفر تكوين جديدْ..
و تعيد تقسيم الدماء على القبائلِ..
ثم تمضي في المدى
أحتاج سيّدة تهشّ بنهدها
غنم الأساطير القديمة عن حقيقة مولدي…
و تعيد ترتيب الحكاية في سجلات البلدْ
و تهزّ نخل يقينها(في عزة)
و تقول هاكمْ فاتبعوهْ
طفلا\غلاما\شاعرا\حقّا\مجازا\فكرة\………\
و مسيح نص عابرٍ…
أحتاج يا بيروت معجزة..
لكي أنسى الهزيمةَ..
كي أخطّ
بمفردي.. إنجيلي..
بيروتُ..سيّدة الكتابةِ..
دمعها بَرَدٌ..
و ضحكتها صهيل القلبْ
بيروتُ سيّدة المدائنِ..
زهرة في فصلها العشرينْ
تأبى الذبولَ…..
لوصفها…..أحتاج..
إتقان التفاصيلِ..
أحتاج كم بيروتَ يا بيروتُ
لي… قولي..
عندي من الأحزان ………..
ما يكفي قناديلي……