نحن.. مختلفان.. كقطبين متعاكسين!
أنت.. كجواد سبق يكاد يصل خط الأفق..
وأنا.. كسولة، كسلحفاة تجاهد للوصول لظلّها..
أنت.. تتحدث ساعات، والكل.. يصغي إليك بعيون لا ترمش..
وأنا.. اتسعت أذناي كطبق رادار على سطح عال..
أنت.. قامتك المهيبة كقلعة شطرنج تطيح بالحسان يمينا، شمالاً
وأنا.. بالكاد أصلح كشاهدة رَمي.. لسهام بوصلتها قد تعطّلت..!
أنت.. تتراقص أحرفك فتنهمر الأكف مهللّة..
وأنا.. كلماتي التي تشبهني، تتمايل خجلة في العتمة..
أنت.. قهوتك الحلوة كغجرية يعلو صراخها.. فتُسْكِتَها بإطباقة واحدة..
وأنا.. قهوتي المرّة تغازلني.. فأربت عليها برفق.. لتستكين..
لكننا.. ذات حرب.. يا أناي.. كنّا ندّين.. فهزمك عطري..
فجبت البلاد مخذولا تائها تبحث عن عطر يشبهني!