واقفان نحن فوق ظل المدى
يمحو خطواتنا صمت
الخريف
وبعض اخضرار حزين
عالق في الوجوه القديمة
ماذا تعدّ لنا وحشة الرّوح
وقمح الحقول يجرح غيمة عابرة
يرتّب نجمه في سحب القصيدة
ويسحب كلّ الفصول إليه أتموت هنا كلّ الأناشيد في عيون النساء ؟
ويرخي الغريب خطاه كأنّه شمس داكنة
يعيد إلينا لهفة القول
وضحكتنا الآفلة ؟
واكتشف فجأة أن لا أحد سواي وقلبي الذي يهرب
مني إليه
مثل شتاء المدينة يعبر بلا لون
كأغنية في السماء
معلّقة في زوايا الوميض
ماذا لو غبار المساء
يعيد إلينا تغريدة الوطن الشّريد
ويمكث عندنا زمنا قصيرا
نرتّب فيه أبجدية الوقت
في منفى الفراغ
نعاكس صوت اللّيل قليلا
ثم ننام طويلا فوق أشرعة الحلم الرّمادي
تحملنا الامّهات على ظهور الأغاني
نعانق صمت الوجود
تجاه اختلاف الرؤى
طفولة مثل خريف تعيس
ينبت في أرضها
شارع مهشّم يلوّح بيديه إلينا
يمقت ساسة الليل
وأكاذيبهم الكالحة
تعيدنا الى اعتقال المرايا
لملامحنا البذيئة
وطن يشبه لوننا القمحي
في الغياب البعيد
ننكر فيه صدأ حزننا العاطفي
وبعض ثمالات حنين عقيم
توقف عضلة القلب
حين أكتب شيئا من الشعر
لا رغبة لي الان أن أفقد حريتي خارج سجن الكلام
وفي علوّ فكرة شاهقة
مطر غزير من المفردات يجتاحني
أكبر على ضفّتيه
وعلى مقعد اسمنتي
أتخيّل كيف لفائض من المؤامرات الحقيرة
تحاك ضدّ النّهر
تغيّر مجراه القديم
يقتسمون غنائم موجه الجامحة