![](https://i0.wp.com/basrayatha.com/wp-content/uploads/2022/12/ali-ebraheem.jpg?fit=450%2C262&ssl=1)
كان خرير الماء وصوت الْعصافير قد جعلت الْفلاّح ابو سالم انْ يجددَّيومَه بالشكر للَّه على الْحياةِ التَّي يقضيها في الْبستان عند أطراف الْمدينة، كان الْوحيد الذَّي ما زال يزرع الْخضرة ويقطف ثمار أشجار بستانِهِ.
ينظر ابو سالم إلى البنايات التَّي زحفت على الأرض الخضراء. قال:ماذا لو جائني عرض بشراء الأرض مقابل ثمن كبير.! أجاب مسرعاً.. لا… لا. ما ذنب هذه الاشجار تجف وتضيع، تكفى هذه الْخضرة تملأ عينَّي بهجةً. سمِعَ صوت ابنه عائداَ من الْمدرسة يسلّم عليهِ وقد إنزوى قرب الشَّجرة عليهِ ملامح الْغضب،
_سالم ما بك هل رسبتَ في دروسكَ قال الاب.!
_ردَّ سالم.. لا يا أبي فانا ناجح واخذ في الْبُكاء الْمتقطّع.
_إذن ما بك اتشكو مرضاً يا بُني.؟
_ما الْقصَّة اخبرني.؟
_لقد ضحك صديقي واضحكَ أصدقاءَه يوم يراني اعمل معك، ويقول لهم سالم يجمع الْجتّ والْخضرة ويبيعها في السّوق مع ابيَه. وردَّ طالب آخر :هو ابن فلاح.!
مسح ابوه دمعته، وهو يبتسم قائلاَ :الْحمد للّه هذا شيء جميل لنا انْ ناكل منْ تعبِنا ولا نمّد ايدينا للآخرين.، إِنَّهُ عِشق الأرض الذَّي لا ينتهي.
_قال سالم : صحيح يا أبي، ولكنْ.!
_ماذا يابني ساروي لك قصّة مرَّتْ على أجدادنا.؟
_ما هي يا أبي.؟
_اسمع بُني في يوم ما مرَّ شاب على رجل عجوز يحرث الأرض ليزرعها ضحك الشَّابِ عليِهِ، وقال انتَ تزرع وانا آكلُ. هيّا ازرعْ هيّا.!
_وماذا فعل الرَّجل العجوز، قال سالم.؟
_أجاب الاب :ردَّ عليه العجوز : لذلكَ زرعتُ لكَ شعيراً.!
_سالم: الآن فهمتُ ما اراده صديقي في الْمدرسة، ان نترك الأرض التَّي تزوَّدهم بالْأكل، والزَّرع النَّافع لهم.
_نعم حين تصبح الأرض جراء من الزّرع، والْخضرة سيحّل الْجوع على ارضنا لسنوات طويلة. إنَّ حُبَّي لهذه الأرض دليل على نجاحك في الْحياةِ.
_صحيح يا أبي إنَّ سعادتي لا تنتهي مع الأرض مهما أراد صديقي ان يبعدني عنها.
أشار ابو سالم لابنهِ: هيّا نسقي الزرع في نهارنا الجميل، ونجمع المحصول. كانا فرحينِ بالْعمل، و كانتِ الأرض هي الأخرى فرحةً بخضرتها وبالشَّمس السَّاطعة عليها.