Written by: Donald Guadagni.
للكاتب: دونالد جوداجنى: كاتب معاصر و مؤلف و استاذ جامعي فى الصين.
كان يحلم ، و فى حلمه رآها تتراقص عبر موجات المحيط. تتمايل بين الحقول فى موسم الصيف ، تطارد الفراشات و تغريد الطيور بين أمجاد النجوم فى الصباح الباكر قبل شروق الشمس. قلبه يئن من الألم لكى يلحق بها ، فى جمالها المكتمل و رقصها الملئ بنعمة الإله بين سحاب السموات الصيفية الزرقاء.
شعر أنه غير مستحق هذه الغفوات غير المنتهية التى يراها فيها لسنوات أبدية.
فى حلمه بالكاد سمع إسمها يُهمس به بضربات أجنحة التنين الطائر و بلهب الشموع الناعسة .همسات النسيم العليل تصل إلى آذانه ، صدى الصوت يترنح فى حلمه على وجه مياه البحيرات. إسمها يصل إلى سمعه كأنه قبلات الفراشات الملونة، ثم يخيم صمت مميت. شعرت هى بحضوره ، بوجهه ، بعينيه الزرقاوتين و هو يبحث عن خلاص الحب و كأنه يموت ببطء. دقات قلبه تملأ المكان صدى و تكسر الصمت في الليالي الحالكة ، الخالية من القمر.
و فى النهاية لمس قلبها و روحها كأنه شعاع نجم براق. حبها غير المشروط هو الهدية الوحيدة التي تستطيع أن تعطيها ، حب بدون طلب ، حب بدون شكوى. كأنه الحب الحقيقي كله ، بنفسه ، جاء ليصبح أنقى انواع التكريس للقلب و الروح.
انتظرت على حافة أحلامه برقة ، و دعته بصوتها اللطيف، همساً ، مثل زهرات البنفسج لكى توقظه من الحلم.
فى الأبدية الواسعة رأى جمالها ، و مد لها يده ، و فى لحظة أبدية تجمدت أنامله عند لمسها.احاطتهم نهاية الحب الابدي ، تخطوا حدود الوقت و الزمان. امتزجت حياته بالعدم ، و تحققت النبوة . دمعتها الوحيدة سقطت ، توزعت على كل أحلامه ، توزعت على مروج الربيع لكى تصير ندى الصباح.
فى هذا ، خبأت يأسها و فرحتها فى ضباب الفجر لكى تملأ القلوب المنكسرة بأمل أبدى و حب حقيقي لا ينضب مثل أنهار الأساطير.