الليلة هادئة،شتاء قوية تنزل،ورياح تثير الرعب في سكان الدوار،لاكلاب تنبح، وكل لبث في ركن من أركان بيته،خيمة محمد ولد احميدة بشكلها وبهائمها المتنوعة،حديث الكل هذه الأيام،منهم من يحسده على كرم رزقه،ومنهم من تمنى له الزوال،ومنهم من طمع في سرقة ذلك الشيء الذي يميزه عن الآخرين.
ن.أ يتقن فن السرقة المهنة التي اتخذها ليلا، مصدرا لمصروف العائلة،وجلب الكيف،ولبس لباس المدينة وإظهار مظهر التحضر شكلا،بدل جميع أسنانه هنا في الدوار،كل الخيم والدور سرقها،لم يتبق له إلا محمد ولد احميدة،يختار التوقيت والمكان المناسبين،كان حديث العادي والبادي.
ليلة الرياح كما سميت أو ليلة ن.أ،استفاق الناس على خبر فجائي،وهو سرقة محمد ولد احميدة،الدار بأكملها وماحملت،الناس كلها تحلل كيف تمت السرقة بهذه الطريقة، وصاحبها يسكنها؟،يجيبه الأخر :انه ن.أ ومهنيته،وذكاءه انه ثعلب.
محمد ولد أحميدة يلتقي معنا يبتسم،وكل من سأله عن السرقة،يجيبه:سيأتي حتى ولو كان في اوربا،سيعرف من أنا؟،تجيبه الناس وكيف ذلك، يحرك طاقيته أسفل الرأس نحو القفا ثم يعيدها نحو الجبين،ويجلس القرفصاء:كل شيء بوقته.
لم تمر أيام كثيرة حتى ظهرت سيارة الدرك الملكي متجهة نحو ن.أ،وبعد ربع ساعة تم القبض عليه،ليظهر ولد احميدة مزغردا،وحاملا طاقيته من فوق من رأسه،وضاربا بها الأرض وقائلا:من أجل أن يعرف الدوار من أنا؟،تكلمت ألسن الناس منهم من قال لقد صوره وهو يسرق ومنهم من قال أن لديه كاميرا في الدار،ومنهم من قال لقد نمم به صاحبه،وبقي اللغز لكن الأهم تم.