لن يجدوك في الشوارع أو تحت القباب أو في ظل المنابر
لن يجدوك في أروقة المباني الجديدة أو القديمة التي تعلو من قاعاتها الهتافات
لن يجدوك إلا في ضمائرهم
كنت وما زلت رفيق الضمائر الحية
كنت وما زلت رفيق العقول النيرة
انت لم تُقتل إلا لأنك لم تساوم
لم تساوم على إنسانيتك التي حاولوا انتزاعها بالمال …بالرعب… بالخيانة
لم تساوم على مركزك الذي منحتك إياه الإرادة الإلهية
لم تساوم على المنهج الذي ورثته من جدك وأبيك
كانت محاولتهم لإنتزاع إصرارك بائسة فاشلة ، فرأسك الذي حملوه على الرماح لا زال يردد آيات الكتاب
أما جسدك فقد أصبح مركزا للإشعاع
لن ينافسك أحد فلا أحد يستطيع تقديم ما قدمت .
رايتك التي حملها الفتيان والشباب تنبأ بأنك خالد أبد الدهر ، فما سر هذا الخلود ؟
يبدو إن الله وحده من يعلم سر التفاف الناس حولك بعد مرور الف وأربعمائة عام على مصرعك ،
المشهد المهيب الذي يلف الموضع الذي به قتلت يتكرر كل يوم بل كل ساعة .
مشهد مصغر للحشر بيد إن الناس يكسوهم السواد .
كل الذين يحضرون يعودون بعطايا جزيلة وهدايا قيمة ،
جمالك وهيبتك وكرمك لم يوقفه رقودك تحت التراب فروحك التي تسبح في الملكوت لا زالت تفيض بعطائها على محبيك وحتى سواهم ،
الذين قتلوك لم يدركوا الورطة التي وضعوا أنفسهم بها فجيشك الصغير تضاعف بشكل هائل