اربيل – أمجاد ناصر:
ذاكرة الطين , من عنوان معرض الخزف نسترجع بالذاكرة الى البدايات الاولى لصناعة فن الخزف , لكن عندما نتجول بين اروقة المعرض نصاب بالدهشة الى ما توصلت اليه ايادي الفنانيين العراقيين بتطوير احد اهم الفنون التشكيلية , فن الخزف العراقي المعاصر الذي جمع بين عبق الماضي الجميل واصالة الحاضر المشرق و يرتبط فن الخزف ارتباطا كبيرا بحياة الإنسان اليومية لأنه من صنع يدية المبدعة وناتج من ولادة أفكاره , وهو من أكثر الفنون التشكيلية التي تجذب المتلقي ليتوقف امام هذا الابداع الساحر و المؤثرعلى كل من يشاهدة و يبحر في اعماقه حتى انه يشتم رائحة الطين الخامة المستخدمة لصناعته الممزوجة برائحة النار التي تستخدم بفخره , و هذا ما لمسناه في عيون عشاق فن الخزف الذين جاءوا للاستمتاع بمشاهدته في معرض ذاكرة الطين في المؤسسة الثقافية لجامعة جيهان .
وأكد الدكتور نوزاد يحيى رئيس امناء جامعة جيهان للزمان: من واجبات الجامعات ليس فقط الدراسة الاكاديمية بل تعشيق العلم مع الفن والثقافة و الادب لخدمة المجتمع العراقي و الانسان , وما نشاهده في هذا المعرض هي نبذة من افكار المبدعين الذين يتمتعون بالفكر والخيال , و الخزف هو من ضمن كل شيء بدأ من الطين , ثم الى حرق و تسخين الطين , و المقارنة مع الصين انهم أشهر من يعمل الخزف لكن الخزافين العراقيين يمتلكون افكار والمام بهذا الفن بشكل كبير و واسع وابدعوا به , والخزاف العراقي يستلهم من افكاره تراث و فلكور و حضارة الفن العراقي و كل بلد يبدع بتراثه من خلال الخزف و بقية الفنون لكن الخزف كخامة من الطين بأستطاعتك ان تصنع منه الجمال الذي يبدع به الفنان العراقي .
كما اشار المهندس بدرسنجاري مدير العلاقات الثقافية في جامعة جيهان : ضم المعرض 40 قطعة ولوحة من الخزف ، تمثل لستة عشر فناناً من مختلف المحافظات العراقية , وهذا ما
نهدف اليه في المؤسسة الثقافية لتوطيد العلاقات الثقافية بين الفنانيين العراقين في المحافظات والاقليم , ومن خلال معرض الخزف الذي يعبر عن حضارة وادي الرافدين وتاريخ العراق اجتمع كبار الفنانيين من اصحاب الخبرة والحرفة بالفن التشكيلي العراقي و خاصة بفن الخزف المعاصر الذي بدأ ينتشر بشكل واسع في جميع المحافظات العراقية و هذا ما دعاهم ان يجتمعوا في هذا المعرض ليتبادلوا الخبرات و الاطلاع على اعمال الاخرين فضلا الى اتاحة الفرصة لمحبي هذه الفنون بالحضور لمشاهدتها و الاستمتاع بجمالها .
كما اكد نقيب الفنانيين في كردستان , هيوا سعد : بأن اي تجمع للفنانيين في اي مدينة يرجع بالاول والاخير بالفائدة على الجميع , وهذه التظاهرة الفنية الجميلة التي تجمع الفنانيين العراقيين الرواد والشباب عبرت عن الروابط الاخوية بينهم و مدى تطور فن الخزف في العراق التي تعكس جمالية تراثنا و فلكلورنا وتاريخنا , واطلعنا على اساليب لفناني بغداد و المحافظات تختلف عن اساليب فناني الاقليم و العكس كذلك و نجاح هذا المعرض يحفز على اقامة معرض بمشاركة الفنانيين من الوطن العربي ليتعرفوا على الفن العراقي من جميع المحافظات العراقية والاقليم و نحن نتعرف على فنونهم , وما زال الفن العراقي بالقمة بين الدول لان الفنان العراقي مبدع في مجاله.
كما بين الخزاف سعد العاني عضو الجمعية العراقية لفنون التشكيلية: جاءت فكرة هذا المعرض من المهندس و الفنان التشكيلي برهان صابر مدير مؤسسة جيهان الثقافية , ليكون امتدادا بين فنانيي الخزف في كردستان و بغداد وجميع المحافظات العراقية , من اجل المشاركة في معرض واحد لجميع الخزافين في العراق , و بمساعدة الفنان التشكيلي دانا صلاح الدين قي اربيل , وبدأنا العمل على توجيه الدعوات للفنانيين العراقين المختصين بفن الخزف و على رأسهم الفنانيين شنيار عبدالله و ماهر السامرئي و الدكتور حيدر رؤوف سعيد و قاسم جمزة فرهود و قاسم نايف و هناء معله و خالد جبر و تراث امين عباس و هند محمد رضا نجم و نبيل مع الله و مهدي عبدالصاحب و فاروق عبدالكاظم و علي صلاح مشعل و طه خنش و دانا صلاح الدين , والاجمل في هذا المعرض طريقة العرض في هذه القاعة المميزة التي تمتلك جميع مقومات العرض الفني من توزيع الانارة و الاسلوب بالعرض وهذا ما حفزنا لاقامة معرض لخزافين الوطن العربي في اربيل .
كما اشار الفنان التشكيلي دانا صلاح الدين : اول مرة اشارك مع هذه النخبة المبدعة من الفنانيين التشكيلين اصحاب الاسماء الكبيرة في عالم الفن التشكيلي العراقي و خاصة بفن الخزف , وهذه المعارض تساهم بتطوير اساليب الفنانيين من خلال تبادل الخبرات و مشاهدة اعمال الاخرين و تجاربهم خاصة من كبار الفنانين اصحاب اللمسات المعروفة بهذا الفن كما تتيح الفرصة لعشاق هذا الفن بالاستمتاع بمشاهدة هذه الاعمال القيمة .