مُهاجِرُ!…
سِتائِرُ الظِّلِ
غوايَةُ الصَّدِ لأَعْيُنٍ
تُعْفِي البَّهْجَةَ ولادَةً
فَكُّنا،
مَلاذَ العمى مِن ذاكَ النَّظَر…
قُطيعُ رَّملٍ
مِن صَحْوِ الشَّواطئِ
عصِّيٌ على مَوْجِهِ
رُوَِّضٌ في بِناءِ المُدُنِ
فَكُنَّا،
عناوينُ الحَّيرَةِ مِن دربِ السَفَر…
مِن سَماءِ الوَفْرَةِ
مَطَرٌ
عانَقَ في العَّبثِ صَيفًا
فَكُنا،
أَجِنَّةُ العَطَشِ مِن رَحِمِ غَيْمٍ
خُذِلَ مِن ماءِ المَطَر…
ما الوَشايَةُ في رَصْفِ الحُروفِ
وَالوَرْدُ أَبِيٌّ
لا يَجْرُؤ على ثَوْبِ العُرْسِ
أَلْوانا،
فَكُنَّا،
في الصَّفْحاتِ أَناشيدُ الهَّجْر…
حَكايانا المُغادِرَةُ
أُودَعَت لِخَجَلِ النَّجْمِ
عناويناً
تُخْبِرُ ضَجَرَ اللَيْمُونِ قِصَّصا
عَن عُقُمِ الزَّيْتُونِ
وَمِن رَقْصِ الفَساتينِ المُطَّرَّزَةِ
في أَعْراسِنا المُهاجِرَةِ
ضَجِيجُ النَّشْأَةِ لِلبَشَر…
على الشَّاطِئِ هُناكَ
نامَ الرَّمَلُ في سَوادٍ الحِدادِ
على مَوْتِ الأَسْئِلَةِ
مُذ تَبَلَّلَت آهاتُ البُكاءِ
مِن خَدِّ القَمَر…
لَكَ مِن عتْمَةِ المُدُنِ
هُدُوءَ الأُغْنِياتِ
وَغَوايَةَ الثَرْثَرَةِ
مِن الأُمَّهاتِ اللاهِثاتِ
تَمْسَحنَ غُبارَ اللَّعْنَةِ
عَن عُنُقِ السَّفَر…