وهو ينتظر بداية رحلة الصيد علي المركب التي ستنطلق خلال ساعة نظر إلي المنازل التي تحيط الشاطئ و العمارات و الأبراج المشيدة علي الكورنيش لم يجد أحد من السكان في الشرفات يستمع بجمال المنظر وروعة البحر رغم أن هذا المكان يقطع له الزائرين مئات الكيلومترات للتمتع به و رغم أن هذا المكان يوصف بغلاء العقارات نظرا للفيو الخلاب المطل مباشره علي البحر كان يتعجب لماذا يدفع البشر كل هذه الأموال لإقتناء شقه في هذا المكان و لا يخرج أي منهم لأستنشاق اليود أو التمتع بهذا الفيو الرائع ربما ليس لديهم الوقت أو لديهم المشكلات التي جعلتهم لا يتمتعون بتلك النعمه التي يتطلع إليها الكثيرون من سكان المدينه و هي نعمه السكن الراقي علي البحر.
عاد بنظره إلى الشاطئ و هو ينظر إلى تلاطم الأمواج مع كتل الأحجار المرصوصة بزخم علي الشاطئ والمسماة مصدات الأمواج وعناد شديد من الأمواج بإستمرار أصطدام الأمواج بالأحجار و تقبل الأحجار هذا التلاطم القاسي في زمن الا ما لانهايه مع أصوات التلاطم شديدة الحدة، أتجه بعينه إلى الفنار كم ودعه مرات عديده و هو حزين لفراق الأهل و كم كان سعيدا بأنوار الفنار عند عودته من رحله الصيد وما بها من رزق يتغير في كل مرة رغم تشابه ظروف الرحلة لعلها رساله أن الرزق هو سعي و مسعي والنتيجه المختلفة هي توفيق أو لا توفيق.
مع بدايه الرحلة جلس يعد الشبك و أجهزه الصيد في تناغم غريب بين صوت الأمواج و صوت الموتور وهو شاخص البصر شارد الذهن يحلم بأن يتزوج عروس البحر التي سوف يقنصها في يوم من الايام من بين الأمواج، لا أمل له في الزواج من الأرض فكل الظروف ضده و الأمل الوحيد أن تخرج له عروس البحر في شباكه التي يلقيها في البحر لصيد السمك مع كل مرة يلقي شباكه في البحر ينتظر الرزق و من بين الرزق كان يتمني أن تخرج عروس البحر التي سمع عنها كثيرا في روايات الصيادين في شباكه ولكن في كل مرة كانت رغم سعادته بحجم و أنواع الأسماك التي يقوم بصيدها الا أنها كانت سعادة باهتة ربما لعدم خروج عروس البحر في تلك شباكه في وسط الأمواج أختفى الشاطئ و العمارات و البيوت و أكتحل المكان باللون السماوي الجميل فكل ما حوله من مياه و سماء و مدي تم طلائه بهذا اللون الهادئ
ومن مسافات بعيده ينظر إلى السفن العملاقة التي تشق الأمواج ذاهبه إلى كل موانئ العالم و يتمني أن يعمل علي تلك السفن في يوم من الأيام حتي يبتعد عن الأرض التي لم يحقق فيها أي هدف وكانت كل إنجازاته و مصدر رزقه و عمله من البحر .
عاد بمركب الصيد و أغلق المحرك و أستقر المركب على الشاطئ نظر إلى البحر في حنين و شوق يأمل في الرحلة القادمة أن يلتقي بعروس البحر.