أنا العربي لا أخجلْ
ولا أرضا بها بدلا
لغة تنساب من أقصى إلى أقصى
كنهر في الدجى أنقى
تحركه رياح المسجد الأقصى
ويرسل المعنى على المعنى
يتدبدب في الضحى شأوا
تراه العين تلو العينْ
وأشرب ماءه الصافي
في كأس عمقها كافي
لقول كله نادي
من نبع السجل والدفترْ
أنا العربي دمي عربي به صوتُ
ينادي في الفضا الأرحبْ
بكلام كله أنسبْ
لقارئ اللفظ والمعنى
ويشم الورد فياحا
برحيق العطر من لفظ
به ألسن فاضتْ
بنسيم النحو قد جادتْ
مناها في الدجى فهمٌ
ينال بالعلم والأسطرْ
أنا العربي فمي ينطق الضادَ
ممشوقا بهامته عزيزا حين ينطلقُ
كالفرس بالسهام أتى
ببديع الكلام ينفردُ
ويرسل سهما باللسان سلّ
كالنار في الربيع أتت تري قوة أرقى
من ضعف الألسن العجم
في ظلمة الليل أنوارٌ
تتراءى من أعالي اللفظـْ
تتماهى مع المعنى ببريق الوبل فياضًا
وأبقى أنا العربي لها نحو لها صرفٌ
لماذا تريد قرار النفي يا خصمي؟
أنا العربي لي نيل من الكلمات سيالُ
وأنت في الحضيض بلا لغة لها تسألْ
لهجة لا لها تدري ما لها من بلاغة تذكرْ
لا نظام لها ولا قواعد تنثرْ
لم أكتبْ بها ولا كتب بها قبلي
من الناس لا ولا خطها قصة تنشرْ
أنا العربي لي نخل يفيض ثمره سكرْ
لسان بين الناطقين بها
يضحى مسكه عنبرْ
فحيا الله ألفاظا
تزين حقول العربية
بنسيم كله أزهرْ