
لِجَهْلٍ لَنْ تَرَى وَصْفَ الدَّواءِ
فَذو جَهْلٍ غَبِيٌّ في رِداءِ
إِذا حاوَرْتَهُ يَوماً بِأَمْرٍ
بَسيطٍ مِثْلِ (يا) حَرْفُ النِّداءِ
كَثَورٍ قَدْ يَثُورُ بِلا أَمانٍ
هُوَ الْأَذْكى بِوَحْي الْكِبْرياءِ
وَيُنْكِرُني وَيُنْكِرُ لي وجُودي
وَيَشْرَبُ ماءَ عِزٍّ مِنْ إِنائِي
فَلَيسَ لَهُ مِنَ الْآدابِ بَيتٌ
وَلا وَصْفٌ لِأَوصافِ الْحَياءِ
قَليلٌ مَنْ رَمى لِلنُّوحِ عَهْداً
بِإِيمانٍ وَوَعْدٍ بِالْبَقاءِ
وَأَرْضٌ أَقْفَرَتْ مِنْ فَرْطِ جَهْلٍ
فَلا غَيثٌ يَلي دَعْوَ الرَّجاءِ
كِتابُ اللهِ يُتْلَى دُونَ فَهْمٍ
بِتأْويلٍ لَهُ أَلْفُ ادِّعاءِ
وَقَهْري صامِتٌ ما عادَ يَدْري
لِماذا مُقْفَلٌ عَقْلُ الْغَباءِ
فَلا خَجَلٌ لَهُ حُكْمٌ على مَنْ
بِعُرْيٍ يَمْتَطي ضَهْرَ الْهِجاءِ
سَرابٌ مِنْ بَعيدٍ وَجْهُ حُبٍّ
وفي قُرْبٍ كَسُمٍّ في الْهَواءِ
جَفافٌ قَدْ بَنَى أَسْوارَ ذُلٍّ
لِأَهْلِ الذَّمِّ مِنْ أَهْلِ الْعَداءِ
أَمِنْ جَهْلٍ يُمَدِّدُنا بِخَيرٍ
أَبو جَهْلٍ سَقَى غُصْنَ الْلِواءِ
فَفي الصَّحْراءِ أَلْوانٌ وَلٰكِنْ
فَقَطْ وَهْمٌ وَمَوتٌ في الْعَراءِ
فَكُنْ سَمْحاً وَكُنْ لِلْعِلْمِ لَوحاً
بِإِهْمالٍ أَزِحْ أَهْلَ الْهُراءِ
كَصَقْرٍ ما لَهُ غَيرُ الْأَعالي
ولا يَنْسى إِلٰهاً في السَّماءِ