
ألف عشق وألف صدمة وألف خيبة مروا على رماد أجزائي المبعثرة، عبثية تلك الحقيقة بلا مراء، لاشيءٌ أنا مخلوق من فناء؛ لا يغرَّنكِ ذاك البهرج الخداع ولكنّي أخفي في قمطري أرتالاً من أوجاع، آاااااه وألف آااه.. زيفٌ يتواتر تلو زيف ومن ثمَّ صدمة، نحمد الله على كل شيء.. كلهم عبروا من هنا إلى الجهة الأخرى، لرُبَّما ذاك الشيطان الذي يكبل تلابيب عقلي قد تعملق وتعاظم حتى أمطر مخيلتي بأكاذيب وضلالات.
أيا ريشتي التي انقصل سنها وذاب مداد حبرها الأسود كقتامة تلك المتاهات في هذي الدنا المؤقتة.. كلنا أكفان مؤجلة لمواقيت معلومة ولا يمنع حذرٌ من قدَر…
صحيحٌ بأنك تبتسمين ولكنها بسمة سمجة تطلق نبرات لغة بلامفردات.. تتبدد في الفضاء كأنها طيف يتلاشى.. مبثوثة الأصداء التي تجيبني: من أنت أيها المجنون؟!
كفاكِ وحنانيكِ وهوني عليكِ هذيان الأيام.. فأنا أدمنت ذاك الضجر الذي يلوح كذرّ أبخرة أمام محاجري المتسمرة ويكتب عبارةً بين الغمام: لا تنتمي لهذا العالم!!!
بلى.. أصبتِ كبدَ الحقيقة التي تستلهم واقع يشوبه عوار المادية والأعباء التي تثقل كاهلي وتكيل اتهامات قميئة بأني بلا جدوى.. جلّ ما تتفضه الصفحات هراء.. الكتب اعتراها القتر وتركن إلى رفوف المحال وتبكي الأمجاد.. احترقتَ انتظاراً لأضواء خافتة تخبو بوتيرة بطيئة وتقتلع معها زفرات ملتاعة أملتني وهج وميض متراقص.. غاب فتيل الجسارة وراح زمان الشجعان ورسف الدهر أرزاءً على حين غرة…
ريشتي.. ما بالك تهربين بين غياهب النسيان.. تأبين الاستمرار في معترك الأقلام التي تتمايل تستجدي ميوعة الإطراءات المداهنات في أرض النفاق… أما آن أوان العودة!!
ريثما تعودين…سألبثُ صامداً أترقب مع أصحاب الكهف لأكتب سطوري الأخيرة التي اثّاقلت تتمتها.. زيديني من الشِّعرِ بيتاً من الوهم بأن أوبتي باتت قاب قوسين أو أدنى.. حتى قصتي إلى مزبلة التاريخ.. خواطري بلا عنوان.. رسائلي تبحث عمَّن يوصلها…
إليكِ يا من تسكنين كأعجاز خريف بلا يخضور.. آثرتي كلمة أو حرف يتبتّل تلاوة عطرة من شمسي الخجلى في ذاك القصر المنيف من أديم الثرى وزبَد بحر وهتان شتاء.. أخشى ما أخشاه من رياح صرصر كصيب من السماء تذروه فيصبح هشيما..
إليكِ أُهدي رمق حشرجة أنفاسي المتهدجة.. أما آن الأوان لبعث عنقاء الحرية لتأذن لنباريسي المسجية بأن تزهر؟!!!!