حاوره: حسين علي غالب:
أديب متنوع من محافظة نينوى لديه ديوان يضم قصائد شعبية رائعة و لديه ديوان يضم قصائد من الشعر العمودي المقفى و مجموعة قصصية حققت نجاحها ، أنه الأديب الرائع و المعروف صبحي البيجواني.
حيث أنه غارق في عالم الأدب منذ ثلاثين عاما و لقد أجريت معه هذا الحوار القصير في مسقط رأسه محافظة نينوى و أبدأ معه بالتعريف عن نفسه :.
– صبحي اسعد ملا احمد البيجواني الاسم الأدبي صبحي البيجواني من مواليد محافظة نينوى – العراق 1958 يعمل موظفا في إحدى دوائر الدولة تحصيله الدراسي خريج الدراسة المتوسطة / المعهد الإسلامي لعام 1974–1975 خريج الدراسة الإعدادية الإسلامية لعام 1996–1997 .
شاعر يكتب باللغة الفصحـــــى و في الأدب الشعبي له منشورات في الصحف الوطنية و العربية و على المواقع الأدبية في الانترنت صدرت له مجموعة شعرية بعنوان ( حب في الظــــــل ) و صدر له في الأدب الشعبي ( ديوان المجالس ) الجزء الأول و الذي يتضمـــن – العتابا و الابوذية و الدارمي و الزهيري – و محاولة في مجموعة قصصية بعنوان ( محاريب الأسى ) إضافة إلى كتابة الخواطر و المقالات و التقارير عضو الاتحاد العام للأدباء و الكتاب في العراق و عضو الاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق فرع نينوى .
* أين تجد نفسك مندمج و مندفع أكثر للشعر الشعبي أو الشعر ألعمودي أو للقصة القصير..؟
– بالنسبة للقصة القصيرة لا تعدو عن تجربة و محاولة للغور في هذا النمط من الأدب و لاستكشاف قدراتي فيه من خلال رأي المتلقي و هي لا تخلو من فائدة لبيان ذلك ، أما بالنسبة للشعر الفصيح العمودي و الشعر الشعبي فتستوي لدي القدرة في كتابة الاثنين و لكنني دائما أفضل الفصحى لغة الأم التي أجد نفسي فيها مندفعا أكثر و تستهويني و كانت بدايتي بالكتابة في ذلك .
* أيهما أضاف لشخصية صبحي البيجواني الشعر ألعمودي أم الشعر الشعبي أم القصة القصيرة..؟
– بداية ذكرت لك أن القصة تجربة و تستطيع أن تضيف إليها بعض الخواطر التي تناولتها و لا قياس لها مع الشعر الفصيح و الشعبي ، الذين اعتبرهما الأمر الأهم بالنسبة لي و أجد فيهما تلقي القارئ و السامع بنفس المستوى تقريبا لما اكتبه فكلاهما أضاف لي ما تعنيه .
* أين تجد نفسك في الشعر الشعبي في العتابا أم للابوذية أم الدارمي أم الزهيري..؟
– أجد نفسي في الابوذية أكثر اندماجا كتبت فيها الكثير الكثير ما يقارب ألف أبوذية و لا يعني أنني مقل في الأخريات و لكن كفة الابوذية راجحة على البقية ربما السبب لأنها أصبحت غير مقتصرة على شعرائنا المبدعين فــــــي ( الشرجية ) و اعتقد أن غالبية جمهور الشعر الشعبي متلهفون لسماع الابوذية على الأغلب أما العتابا فهي مقتصرة على ( الديرة الغربية ) و قلتها عن الابوذية برأيي تعني الكثير لما تحمله من معاني و سمات مميزة و توهجها و ألقها فيهم في ألوانها و صورها الحية الباعثة إلى الشجن المؤثر باستخدام آلة الربابة بيد مجيدي تطويعها لمكنوناتهم .
و الزهيري هو العالم المتفوق في الشعر الشعبي لكثرة جناساته و كما هو معلوم أن الجناس يتفق لفظا و يختلف معنى لذلك فهو يحتاج لمسبر في أغواره و تطويع مفرداته لما يرومه الشاعر و هو من تشكيلات بحر البسيط
و يسمى الموال في جنوب العراق ، ثم نأتي إلى الدارمي الذي لا يخلو من قوة و متانة في مفرداته و إيحاءاته ذلك النمط الذي لا يخلو من إثارة و ديباجة مسبوكة بدقة و يكفي بيت من الدارمي أن يعطيك قصة كاملة ، و أنا اكتب في في كل هذه التشكيلات بوفرة و أجيد فيها ،
* أعرف أنك متشرب للأدب الصوفي العظيم من خلال جذورك العائلية الصوفية فلماذا لم تتوجه للشعر الصوفي الجميل..؟
– الشعر هذا المحيط الفسيح يترك لك قدرة الإبحار في اغلب مساحاته إن كنت تجيد العوم في التوغل ببحوره و استخراج مكنوناته ، و الأمر الثاني أن الشعر قريحة تحضر و تغيب و ما تمليه عليك الظـــــــروف توجـه أحاسيسك و مشاعرك إليه ، ربما ابدأ متغزلا ثم يأخذني التيار لاتجاه آخر لعله أعمق أو يلقي بي إلى الساحل و لكن الهدف في الموضوع واحد ، و كل الشعراء متنوعون بقصائدهم و ما دام شاعرا فله الإمكانية بالكتابة في أي موضوع إلا ما ندر من وعي و انحصار ، لا شك أني ميال لهذا اللون من الشعر الصوفي كما تقصد و كتبت فيه الكثير ، و أرى انه يلزمني حضوره بين آونة و أخرى كي لا تشط بنا القدم و تقصي بنا عن المهم .
* أنت و الدكتور بهنام عطا الله تعتبرون من الشعراء النادرين الذين يكتبون الشعر ألعمودي في محافظة نينوى بل و حتى في العراق ككل فلماذا اخترت الشعر ألعمودي بالتحديد..؟
– الدكتور بهنام علم من أعلام الإبداع شاعر و كاتب و إعلامي و أكاديمي كتب الشعر منذ السبعينيات في نينوى و العراق حاصل على البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه من جامعة الموصل كلية التربية قسم الجغرافية و القول في الإثناء عليه كثير و لا أستحق المقارنة معه و شتان ما بيني و بينه بتفوقه علي ، تعرفت عليه مباشرة من مدة قصيرة ، أكن له خالص الحب و الاحترام و اخصه بتحياتي عبر هذا الحوار.
أما ما يخص اختياري للشعر العمودي فهو يندرج ضمن التناغم الذي ذكرته في جذوري العائلية في مجال المناقب و الأذكار النبوية و التي كنت اصحب والدي المرحوم لحضورها منذ صغري و لانسجام الشعر العمودي بهذا الخط مهد لي ذلك الاختيار بالإضافة إلى الجرس الموسيقي الذي يمتع فيه هذا الفن الذي يوائم الشعر العمودي فكان له الأثر الواضح في صنع هذه الموهبة ، الشعر بالنسبة لي عالم جميل أحبه و أحب السياحة فيه في كل وقت كان لي مع الشعر بداية جميلة و أنا في مراحل الابتدائية من خلال إلقاء المحفوظات و اقتناصي لبعض الأبيات من قصائد عربية و إلقائها في باحة المدرسة .
* أعرف أنك دخلت تجربة القصة القصيرة خلال مجموعتك القصصية الرائعة “محاريب الأسى” و نجحت تجربتك فلماذا لم تستمر بإصدار مجموعة قصصية أخرى..؟
– كتابة القصة تحتاج إلى الكثير من الدربة و الدراية و بالأخص القصة الحديثة و عندما تسنح لي الفرصة و أجد نفسي متمكنا لجعل هذه التجربة حقيقة لا أتردد عن ذلك و لكن سأكون حذرا في ولوجي هذا العالم ، و نصحني شيخ القصاصين أستاذنا الكبير أنور عبد العزيز و قال ( أنت شاعر و مبدع فلماذا لا تعمل على تعميق هذا الإبداع و لماذا الميل إلى جنس أدبي آخر كالقصة مثلا و لماذا هذه المغامرة الغير محسوبة النتائج و كأنها قفزة في الظلام ، ) تحيتي عبر هذا الحوار لهذه القامة الشماء كبيرنا أنور عبد العزيز .
* على الصعيد الأدبي و الثقافي هل ما زال هناك حلم لم يتحقق للأديب “صبحي البيجواني”..؟
– نحن الأدباء لا يخلو احدنا من أمانيه في تحقيق أحلامه في مجال الأدب ، فمنها ما يتحقق و منها ما يتعثر أو يصعب تحقيقه لظروف معينة ، و في الحقيقة ليس لي حلم معين في مجال الأدب قدر ما أحب أن يرضي القارئ و المستمع ما اكتبه من غير أن يجاملني لأجد نفسي واضعا خطاي على الطريق الصحيح .
* حسب وجهة نظرك لماذا نجد الاهتمام بالشعر الشعبي ولا نجد اهتمام بالشعر الفصيح أو للقصة القصيرة ، حيث توجد برامج إعلامية و مسابقات و جهات كثيرة تهتم بالشعر الشعبي بينما هناك إهمال و تجاهل للشعر الفصيح و القصة القصيرة..؟
– دعني من القصة كوني حديث العهد في هذا المجال أما ما ذكرت بالاهتمام بهذا و عدم الاهتمام بذاك يعود إلى كون الشعر الشعبي أقرب للمتلقي كونه اللغة الدارجة لبيئته و لوصول المفردة إليه اقرب و أسرع و لكنه يبقى محدود الانتشار لاختلاف اللهجة الدارجة من بلد إلى بلد بل إنما في الوطن الواحد توجد مفردات كثيرة تحول دون فهمها و استيعابها من بعض لبعض .
أما الشعر العربي و اللغة الفصحى فمساحة انتشارها أوسع كونها الهوية العربية في كل أرجاء الوطن العربي أولا و الأمر الثاني أنها قابلة للترجمة إلى لغات العالم الأخرى و يفهمها الجميع على مسار واحد رغم ما تفقده من جماليتها و ضياع الإيقاع في الترجمة و هي كما نقول اللغة الأم و لغة القرآن المنزل ، وهذا ما يفصل بين الاثنين .
أما من الجهة الإعلامية فالهيئات الإدارية اعلم بالأسباب .
* ما هو جديد الأستاذ “صبحي البيجواني “..؟
– أنا بصدد تحضير مجموعة شعرية تتجاوز المائة صفحة ربما أسميتها ( تداعيات مريرة ) عنوان إحدى قصائدي التفعيلية و غالبيتها من الشعر العمودي الفصيح إضافة إلى قصائد أخرى من التفعيلة .
* نجد الأدباء في نينوى و حتى بقية المحافظات يلجأون لنشر إبداعاتهم في المواقع و الفيسبوك غير مبالين بنشر إبداعاتهم عبر الوسائل المعتادة وهي طبع الكتب و النشر في الصحف و المجلات فهل نحن نشهد جيل أدبي يعتمد على النشر الإلكتروني..؟
– أصبح الانترنيت الوسيلة الأفضل و غير مكلفة ماديا و عمليا و اتساع إيصال المكنون إلى أكثر العوالم بالإضافة إلى تقبلها لكل ما يكتب من غث و سمين دون قيد أو شرط جعلنا نصبح شعراء و إعلاميين و أدباء و قصاصين و حدث و لا حرج دون غربلة ( و يبقى الإبداع إبداعا لا يجارى ) و هذا الموضوع لا يقتصر على العراقيين دون غيرهم ممن يكتبون في الوطن العربي و العالم .
أما الصحف و المجلات فلها مناهجها و سياساتها في القبول أو عدمه ، و أما ما يخص طبع الكتب فتلك كلفة يتحملها الكاتب على عاتقه لوحده ، و الأغلب يجد نفسه غير مضطر لتحمل هذا العبء .
ختاما أتمنى أن أكون قد وفقت بالإجابة على أسئلتكم و نالت رضاكم و أنا أقدم لكم الكم المتواضع من درايتي و أشكركم على ما بذلتموه في حواركم الشيق معي و تقبلوا خالص الود و التقدير .